استفاقت ساكنة سيدي العابد بجماعة الهرهورة ضواحي الرباط، صباح الجمعة الماضي، على فاجعة مؤلمة بعد العثور على جثة فتاة في الثامنة عشرة من عمرها مشنوقة داخل منزل في ظروف غامضة، ما أثار حالة من الحزن العميق والاستنفار في صفوف السلطات المحلية والدرك الملكي.
وفور إشعارها بالحادث، هرعت مصالح الدرك الملكي بالهرهورة إلى مكان الواقعة، حيث باشرت المعاينات الأولية تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وفتحت تحقيقا دقيقا لتحديد ملابسات الوفاة والظروف التي أحاطت بها.
وفي تصريحات مؤثرة أدلى بها والد الضحية، كشف عن معطيات خطيرة حول حياة ابنته قبل وفاتها، مشيرا إلى أنها كانت على علاقة غير شرعية بمشغلها داخل المصنع الذي كانت تشتغل فيه، مؤكدا أنه “استغلها نفسيا وجسديا بعدما أوهمها بالزواج”، على حد تعبيره.
وأضاف الأب المكلوم أن ابنته كانت تتعرض للعنف بشكل متكرر من طرف مشغلها، الذي كان يسيء معاملتها ويهددها باستمرار، مشيرا إلى أن خلافات حادة كانت تندلع بينهما في فترات متقاربة. كما عرض مقاطع فيديو قال إنها توثق تعنيف ابنته من قبل المشغل، وهو يصرخ في وجهها ويطالبها بهاتفها الشخصي.
وحسب رواية العائلة، فإن الضحية كانت تعيش في الفترة الأخيرة اضطرابا نفسيا حادا بسبب تلك العلاقة المتوترة، وخوفها من العودة إلى واقعها الاجتماعي الهش بعد انهيار وعود الارتباط، ما جعلها تدخل في عزلة وانكسار نفسي لاحظه محيطها القريب.
وفي انتظار نتائج التشريح الطبي والخبرة التقنية على الهواتف المحجوزة، تواصل عناصر الدرك الملكي تحقيقاتها المعمقة بأمر من النيابة العامة من أجل الكشف عن جميع الخيوط المرتبطة بهذه القضية التي هزت الرأي العام المحلي والوطني، وأعادت إلى الواجهة مأساة فتيات يعشن في الهامش بين الاستغلال والخوف والصمت.


