تستعد الدار البيضاء لاحتضان مشروع حضري ضخم تحت اسم “الوحدة الإفريقية”، الذي ينتظر أن يحدث نقلة نوعية في البنية الاقتصادية والاجتماعية لأحياء سيدي عثمان والفداء وبن مسيك. المشروع الذي وصفته نبيـلة الرميلي، عمدة المدينة، خلال جلسة المجلس الجماعي المنعقدة في 7 أكتوبر، بأنه “من أهم المشاريع المهيكلة للدار البيضاء الكبرى”، يهدف إلى تحقيق العدالة المجالية وتحسين جودة حياة السكان.
يمتد القطب الجديد على مساحة 15 هكتارا بين شارعي الوحدة الإفريقية وعبد الله السنهجي، بالقرب من شارع محمد السادس والخط الثالث للترامواي. وسيضم المشروع ثماني وحدات اقتصادية من شأنها خلق أكثر من 20 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، مع مراعاة البعد البيئي من خلال تخصيص مساحات خضراء واسعة ومناطق مخصصة للمشاة والأنشطة الرياضية.
ويقع المشروع في قلب منطقة “إفريقيا” التي تمثل نقطة التقاء بين بن مسيك وعين الشق والفداء، ما يمنحه موقعا استراتيجيا يربطه بأهم شبكات النقل الحضري، خصوصا الطريق المدارية A1 والخطوط الجديدة للحافلات والترامواي.
وسيضم الفضاء الحضري الجديد مرافق متعددة تشمل مدرسة “الشيم الحمراء”، وثانوية بن مسيك، ومركبا رياضيا على مساحة 2.2 هكتار، ومسجد للا عائشة، إلى جانب مشاريع جديدة كفضاءات عمومية ومناطق مخصصة للتجهيزات والخدمات. كما ينص المرسوم 2.22.1041 الصادر في يناير 2023 على ضرورة إخضاع المشروع لدراسة تفصيلية من طرف الوكالة الحضرية للدار البيضاء، تعرض على لجنة ترأسها سلطات الولاية.
وتروم الجماعة من خلال هذا المشروع تحويل المنطقة إلى مركز اقتصادي وتجاري من الجيل الجديد، يحتضن أنشطة رقمية وخدماتية مبتكرة، في بيئة حضرية متكاملة تراعي معايير الاستدامة.
ويخطط لأن يتوسط المشروع فضاء مركزي يشبه “الأغورا”، محاط بوحدات تجارية ومكتبية ومنتزهات عامة، مع اعتماد تصميم خال من السيارات داخل المشروع، حيث سيخصص الوقوف تحت الأرض فقط. كما ستقام ممشى عام بثلاثة مسارات مخصصة للمشاة والدراجات والجري، مزود بأشجار الظل ومقاعد ومرافق للإضاءة الذكية.
أما من حيث البنية العمرانية، فسيسمح بإنشاء مبان يصل ارتفاعها إلى 14 طابقا (R+14)، مع نسبة استغلال عمراني تبلغ 29,5%. وستغطي المساحات الخضراء والممرات العامة أكثر من 39 ألف متر مربع، في انسجام تام مع المعايير البيئية الحديثة.
ويتوقع أن يحول مشروع “الوحدة الإفريقية” وجه بن مسيك إلى نموذج حضري متجدد يجمع بين التكنولوجيا، الاقتصاد الأخضر، والحياة المجتمعية المتوازنة، في خطوة تعكس رؤية جديدة للدار البيضاء كمدينة متعددة المراكز ومتكاملة في أفق تنميتها الشاملة.
ميديا24 بتصرف