الأكثر مشاهدة

شراكة مغربية-صينية لدعم سلاسل بطاريات الليثيوم.. مشروع ضخم في الجرف الأصفر يرى النور سنة 2027

في تطور يؤكد المكانة الصناعية التي باتت منطقة الجرف الأصفر تحتلها في مجال الطاقات الجديدة، كشفت شركة Falcon Energy Materials عن تقدم ملموس في مشروع مصنعها المخصص لإنتاج أنودات الغرافيت المستخدمة في بطاريات الليثيوم، داخل Park X بالجرف الأصفر. الشركة، ذات الأصل الكندي والمتمركزة بأبوظبي، أعلنت في 14 نونبر أن دراستها technico-économique من معيار AACE Classe 3 أثبتت صلابة الجدوى الاقتصادية للمشروع، مع استثمار أولي يبلغ 86 مليون دولار، وتاريخ دخول حيز الإنتاج خلال النصف الثاني من سنة 2027.

ووفق الدراسة ذاتها، ستبلغ القدرة السنوية للمصنع حوالي 26 ألف طن من الغرافيت الكروي المنقى والمكسو (CSPG)، إلى جانب 19 ألف طن من المنتجات الثانوية القابلة للتسويق. ويقدر كلفة الإنتاج التشغيلية بـ 3168 دولارا للطن، في حين يتوقع أن يصل متوسط سعر البيع إلى 8300 دولار للطن، وهو ما يعزز النموذج الاقتصادي الذي تراهن عليه الشركة.

موقع استراتيجي وحلول لوجستية متقدمة

المصنع سيقام على مساحة تفوق خمسة هكتارات بالقرب من ميناء الجرف الأصفر، ما يمنحه موقعا لوجستيا يتيح وصولا سريعا إلى البنى الطاقية وإلى الامتيازات المرتبطة باتفاقيات التبادل الحر للمغرب مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وسيتم تشييد وحدة إنتاجية واحدة متكاملة، وصفت بـ “Super Building”، حيث ستتجمع فيها مراحل التصنيع ومعالجات السلامة البيئية.

- Ad -

وتعتزم Falcon إدماج كامل سلسلة التحويل داخل المغرب، بدءًا من عملية السفرويضة، مرورا بالتنقية الكيميائية التي تتجاوز 99,95% من نسبة النقاء، وصولا إلى مرحلة الطلاء الكربوني الذي يعزز أداء خلايا البطاريات ويمدّد عمرها. كما سيتم تجهيز الموقع بأنظمة متطورة لمعالجة الغازات والمياه، بما في ذلك آليات لتخفيض الانبعاثات الحمضية والتعامل مع أكثر من 432 ألف طن من المياه الصناعية سنويًا قبل تصريفها.

وتستند Falcon في شقها التكنولوجي إلى شريك استراتيجي من الصين، شركة Hensen، التي تمتلك خبرة حديثة في بناء وتشغيل مصانع الأنودات عالية القدرة. الهدف من هذه الشراكة نقل تكنولوجيا جاهزة وفعّالة إلى المغرب، مع ضمان سرعة التشغيل والتحكم في التكاليف عند بدء الإنتاج.

تستعد الشركة لوضع نموذجها الصناعي الأولي (pilot) قيد الإنجاز والانتهاء منه قبل متم 2025، على أن تسلَم أولى العينات التجريبية للمصنعين في الربع الأخير من السنة نفسها، وهي خطوة أساسية لإنهاء اتفاقيات التوريد الجاري التفاوض بشأنها. كما ينتظر استكمال دراسة الأثر البيئي خلال النصف الأول من 2026، وإصدار رخص البناء في الفترة ذاتها، لتبدأ بعدها مرحلة الهندسة التفصيلية لمدة تسعة أشهر، تتلوها خمسة عشر شهرًا من الأشغال، بما يسمح بإطلاق الإنتاج التجاري سنة 2027.

المشروع، كما تؤكد Falcon، يأتي لتلبية الطلب المتزايد من المصنعين الأوروبيين والأمريكيين على المواد الاستراتيجية لبطاريات الليثيوم-أيون، في سياق تنافسي عالمي يبحث عن سلاسل توريد موثوقة ومنخفضة التكلفة.

مقالات ذات صلة