في إطار حملة وطنية واسعة للوقاية من السكتات الدماغية، نظمت مؤسسة مكة الطبية بالدار البيضاء، يوم الأربعاء، لقاء علميا وتحسيسيا جمع عددا من الأطباء المتخصصين الذين قدموا عروضا معمقة حول هذا المرض الخطير الذي يهدد آلاف المغاربة كل سنة.
اللقاء، الذي يندرج ضمن جهود وزارة الصحة والحماية الاجتماعية للتوعية بهذه الحالة الطارئة، عرف مشاركة نخبة من الأطباء الذين ركزوا على المخاطر والعوامل التي تسبق الإصابة، وعلى ضرورة التعرف المبكر على العلامات التحذيرية التي قد تنقذ حياة المريض إذا تم التدخل في الوقت المناسب.
وخلال مداخلته، كشف البروفيسور مصطفى دتسولي، المدير العام لمؤسسة مكة الطبية، عن معطيات مقلقة، إذ تسجل المملكة ما يفوق 50 ألف إصابة بالسكتة الدماغية سنويا، ينتج عنها أكثر من 36 ألف وفاة. وأوضح أن عددا كبيرا من الناجين يظل يعاني من إعاقات دائمة قد تكون مكلفة علاجيا واجتماعيا، مما يجعل المرض تحديا صحيا مركزيا في المغرب.
وأكد دتسولي أن الهدف من اللقاء هو تعزيز وعي المواطنين بمدى خطورة الجلطة الدماغية، وضرورة تشخيصها المبكر، مشددا على أن نوع العلاج يظل مرتبطا بشكل مباشر بتوقيت وصول المريض إلى المؤسسة الطبية. ففي الساعات الست الأولى، تكون فرص العلاج بالأدوية كبيرة، بينما تتطلب الحالات المتأخرة اللجوء إلى التقنيات الإشعاعية التداخلية مثل عمليات القسطرة لإعادة فتح الشرايين المسدودة.
كما استعرض الأطباء المشاركون العوامل الأكثر تسببا في السكتات الدماغية، وعلى رأسها ارتفاع ضغط الدم، التدخين، الداء السكري وارتفاع الكوليسترول، معتبرين أن التحكم في هذه الأمراض المزمنة يمثل حجر الزاوية في الوقاية ويقلل من مخاطر الإصابة بشكل كبير.
وتوقف الخبراء عند شعار الحملة الوطنية: “كل دقيقة لها أهميتها”، مؤكدين أن التأخر في الوصول إلى قسم المستعجلات قد يفقد المريض فرصته في التعافي السريع، بل قد يؤدي إلى إعاقة دائمة أو وفاة، وهو ما يفسر أهمية الوعي الشعبي بعلامات الجلطة وضرورة طلب النجدة فورا.
ووفق بيانات معهد القياسات الصحية والتقييم، فقد سجل المغرب 52,561 حالة إصابة بالسكتة الدماغية سنة 2021، وهو رقم يعكس الحاجة الملحة إلى تعزيز الوقاية والكشف المبكر.
واختتم اللقاء بتوصيات ركزت على ضرورة المراقبة المنتظمة للأمراض المزمنة، واعتماد نمط حياة صحي، وتكثيف حملات التوعية، باعتبارها السبيل الأنجع لرفع نسب النجاة وتقليل المضاعفات.


