في مشهد غير مألوف لمسافري الخطوط الملكية المغربية، وتزامنا مع الضغط الاستثنائي الذي تفرضه نهائيات كأس أمم إفريقيا “المغرب 2025” واحتفالات رأس السنة، أقدمت الناقلة الوطنية (RAM) على خطوة استراتيجية جريئة بتعزيز أسطولها عبر استئجار أربع طائرات من طراز Airbus A320، في واقعة تعد “استثناء” تقنيا لشركة ظلت تاريخيا وفية لعملاق الطيران الأمريكي “بوينغ”.
استنفار “الكان” وأعياد الميلاد
وكشفت معطيات حصلت عليها “آنفا نيوز”، أن هذا التعزيز المؤقت جاء للاستجابة للارتفاع الصاروخي في الطلب على الرحلات الجوية. وقد تم استئجار الطائرات من مشغلين دوليين (Avion Express Malta وHeston Airlines) مع طواقمهم التقنية، لكون طياري “لارام” غير مؤهلين حاليا لقيادة طرازات “إيرباص”، في حين تولى طاقم الضيافة المغربي التابع للشركة “المضيفين والمضيفات” تقديم الخدمات بداخلها لضمان الحفاظ على “لمسة الضيافة المغربية” المعهودة.
خريطة “الارتباك الإيجابي” في المطارات
تتوزع الطائرات الأربع لربط مغاربة العالم وجماهير “الكان” بأهم العواصم الأوروبية؛ حيث تؤمن الطائرة الأولى من “كازا” رحلات نحو فرنسا وبلجيكا وإيطاليا، فيما تتوزع باقي الطائرات بين مراكش، أكادير، وجدة، وصولا إلى الربط المباشر بين طنجة والناظور من جهة، والعاصمة الفرنسية باريس من جهة أخرى.
هذه “الفورة” الجوية تزامنت مع إعلان مطار محمد الخامس بالدار البيضاء عن إنجاز تاريخي غير مسبوق، بتجاوزه عتبة 11 مليون مسافر لأول مرة في تاريخه. وتعزى هذه القفزة النوعية بنسبة 9.3% مقارنة بالسنة الماضية إلى “تسونامي” الجماهير والوفود الرسمية التي حلت بالمملكة لحضور العرس القاري، مما رفع حركة التنقل من 10.5 ملايين إلى 11.5 مليون مسافر بنهاية 2025.
وعلى الرغم من أن اللجوء لـ “إيرباص” يظل مؤقتا، إلا أنه يفتح الباب للتساؤل حول مستقبل أسطول “لارام” الذي يضم حاليا 60 طائرة. فمع إطلاق الشركة لطلب عروض ضخم يستهدف الوصول إلى 200 طائرة بحلول عام 2037، والزيارة الأخيرة لوفد الشركة لمصانع “إيرباص” في تولوز، يبدو أن احتكار “بوينغ” للسماء المغربية قد يقترب من نهايته، في إطار رؤية المدير العام عبد الحميد عدو لتنويع الموردين وتأمين السيادة الجوية للمملكة.


