الأكثر مشاهدة

بـ 41 مليار دولار من الاستثمارات.. هل تتحول إفريقيا إلى “خزان الغاز” الأول في العالم؟ وما هو نصيب المغرب؟

بينما يعيد العالم ترتيب أولوياته الطاقية، تبرز القارة الإفريقية كلاعب لا يمكن تجاوزه، حيث تستعد 14 مشروعا ضخما لرسم ملامح سيادة طاقية جديدة. ووفقا لبيانات منصة “طاقة” المتخصصة، فإن الغاز الطبيعي لم يعد مجرد وقود انتقالي، بل تحول إلى العمود الفقري للطاقة العالمية، وسط توقعات بأن تضخ القارة استثمارات استكشافية تصل إلى 41 مليار دولار بحلول عام 2026.

تندرارة.. كلمة السر في السيادة المغربية

في هذا المشهد القاري المزدحم بالمنافسة، يبرز مشروع “تندرارة” المغربي كواحد من أكثر المشاريع طموحا وواقعية. المشروع الذي يشرف عليه المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن (ONHYM) بشراكة مع “ساوند إنرجي” و”مانا إنرجي”، ليس مجرد بئر للغاز، بل هو شريان حياة طاقي يمتد عبر أنابيب بطول 120 كيلومترا، لنقل 42 مليون قدم مكعب من الغاز يوميا مباشرة نحو السوق الوطنية.

وبعد نجاح المرحلة الأولى المعتمدة على الغاز المسال “صغير الحجم”، يتجه المغرب بخطى ثابتة نحو عام 2028، الموعد المحدد لانطلاق المبيعات التجارية الكبرى ضمن عقد استراتيجي يمتد لعشر سنوات مع المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب (ONEE)، مما سيشكل درعا واقيا للأمن الطاقي للمملكة.

- Ad -

خارطة “الذهب الأزرق” من المحيط إلى الشرق

لا يتحرك المغرب وحيدا في هذا المضمار؛ فالمنافسة الإفريقية تشتعل ببروز مشاريع هيكلية كبرى. ففي المنطقة المشتركة بين موريتانيا والسينغال، يبرز حقل “السلحفاة الكبيرة أحميم” باستثمارات تتراوح بين 3 و5 مليارات دولار، بينما تراهن جمهورية الكونغو على مشروع “LNG” بقدرة تصل إلى 3 ملايين طن سنويا بحلول 2026.

تشير التوقعات الدولية إلى أن إنتاج القارة سيصل إلى 11.4 مليون برميل يوميا في عام 2026، مدفوعا بنشاط محموم في نيجيريا، أنغولا، وموزمبيق. وبينما تكتشف أوغندا آفاقا جديدة في حقل “تيلينغا” بإنتاج يصل لـ 190 ألف برميل يوميا، تذهب جنوب إفريقيا أبعد من ذلك باستخراج “الهيليوم السائل” بمقادير تجارية.

مشروع تندرارة لا يضع المغرب في خانة “الدول المنتجة” فحسب، بل يكرسه كقطب طاقي صاعد في شمال إفريقيا. ومع تزايد الطلب الداخلي والرهان على تقليص الفاتورة الطاقية، يثبت المغرب أن “غاز المستقبل” يمر حتما عبر رؤية استراتيجية وطنية، تحول الثروات الباطنية إلى واقع ملموس يعيد رسم خريطة القوة في القارة السمراء.

مقالات ذات صلة