في السادس من نونبر من كل عام، يتجدد الاحتفال بذكرى المسيرة الخضراء التي أصبحت رمزا للتضحية والوحدة الوطنية المغربية. في هذا اليوم، يتذكر المغاربة بفخر وإعجاب واحدة من أبرز المحطات التاريخية التي جسدت الإرادة الجماعية والشجاعة في تحرير الأقاليم الجنوبية من الاستعمار الإسباني، والتي قادها بحنكة وعبقرية المغفور له الملك الحسن الثاني.
تميزت المسيرة الخضراء، التي انطلقت في عام 1975، بمشاركة مئات الآلاف من المتطوعين من مختلف فئات المجتمع المغربي،.. الذين توجهوا نحو الصحراء حاملي المصحف الشريف والأعلام الوطنية، في مشهد سلمي غير مسبوق أدهش العالم بأسره. تلك المسيرة السلمية أظهرت مدى تلاحم الشعب المغربي مع عرشه، وتكللت بالنجاح حين اضطرت السلطات الاستعمارية للاستسلام أمام الإرادة القوية للشعب المغربي.
شكل النجاح في استرجاع الصحراء المغربية محطة مفصلية في تاريخ المملكة، حيث تلاها إعلان إنهاء الاحتلال ورفع العلم المغربي في العيون في فبراير 1976،.. ثم استعادة إقليم وادي الذهب في أغسطس 1979، مما عزز الوحدة الترابية للمغرب.
إقرا أيضا: الملك يستقبل ويعين وزراء جدد وكتاب دولة في التشكيلة الثانية للحكومة
وتأتي ذكرى المسيرة الخضراء اليوم ليس فقط كمناسبة لاستحضار الأمجاد التاريخية،.. بل أيضا كمحطة لإبراز النجاحات التي تحققت في إطار التنمية المتواصلة في الأقاليم الجنوبية. إذ شهدت هذه المناطق طفرة اقتصادية واجتماعية تمثلت في خفض معدلات الفقر وتعزيز البنية التحتية وتحسين مستوى المعيشة،.. مما جعلها نموذجا للجهوية المتقدمة التي يسعى الملك محمد السادس لترسيخها كجزء من المشروع الديمقراطي والتنمية المحلية.
وفي ظل التحديات المعاصرة، يواصل المغرب تحت قيادة الملك محمد السادس التصدي لمناورات خصوم الوحدة الترابية،.. والتأكيد على عدالة قضيته على الساحة الدولية. يعكس هذا الصمود التلاحم بين الشعب والقيادة، والجهود المستمرة لتعزيز التنمية والاستقرار،.. وتجديد الالتزام بتطوير الأقاليم الجنوبية بما يجعلها رافدا اقتصاديا ومركزا للتواصل مع القارة الإفريقية.