في عملية وصفت بالنوعية والدقيقة، تمكنت كوكبة الدراجات النارية التابعة للدرك الملكي ببوسكورة من إحباط محاولة تهريب كمية ضخمة من مخدر الشيرا، بلغت خمسة أطنان كاملة، بعد أن جرى العثور عليها داخل صهريج شاحنة إسمنت معروفة لدى المهنيين بـ”البوطنيار”، كانت في طريقها نحو مدينة آسفي.
العملية انطلقت خلال مراقبة روتينية بمحطة الأداء ببوسكورة، حين لفت الارتباك الواضح على سائق الشاحنة انتباه قائد الدورية، ليأمر بإخضاع المركبة لتفتيش دقيق. غير أن الأمر تحول إلى مطاردة حقيقية، بعدما حاول السائق ومرافقه الهرب بسرعة، ما استدعى تدخلا حازما من أحد عناصر الدرك الذي اضطر إلى استعمال سلاحه الوظيفي وإطلاق أربع رصاصات موجهة إلى عجلات الشاحنة، مكنت من شل حركتها على بعد حوالي كيلومترين من نقطة المراقبة.
وبمجرد فتح الصهريج الإسمنتي، تفاجأت العناصر الدركية برزم ضخمة من مخدر الشيرا معدة للتهريب الدولي، في واحدة من أكبر الشحنات التي تم ضبطها خلال الأسابيع الأخيرة على مستوى الطريق السيار الرابط بين الدار البيضاء وآسفي.
الحادث استنفر المسؤولين المحليين، حيث حضر قائد سرية بوسكورة والقائد الجهوي للدار البيضاء إلى مكان الحجز، قبل أن تحال تفاصيل البحث على عناصر المركز القضائي ببوسكورة تحت إشراف النيابة العامة المختصة. وفيما تم تأمين الشحنة المحجوزة، تتواصل الأبحاث المكثفة لتوقيف السائق ومرافقه اللذين فرا مستغلين الظلام.
وتأتي هذه العملية لتؤكد مرة أخرى حضور اليقظة الأمنية لعناصر الدرك الملكي ببوسكورة، خاصة كوكبة الدراجات النارية، في مواجهة شبكات التهريب الدولي للمخدرات، وتعزيز الجهود لحماية الطريق السيار من الأنشطة الإجرامية التي تتخذ منه ممرا لتمرير الشحنات نحو وجهات مختلفة.


