الأكثر مشاهدة

50 درهما فقط.. هل تنجح خدمة «أيرو باص» في إنهاء معاناة المسافرين بالدار البيضاء؟

في خطوة تحسب للمكتب الوطني للمطارات وتستجيب لانتظارات طال انتظارها، انطلقت صباح الاثنين 2 دجنبر 2025 خدمة النقل الجديدة «أيرو باص»، الرابطة بين مطار محمد الخامس ووسط مدينة الدار البيضاء، بوتيرة مغادرة منتظمة كل نصف ساعة، وبثمن ثابت لا يتجاوز 50 درهما. خطوة تأتي في سياق الاستعدادات الوطنية الكبرى لاحتضان كأس أمم إفريقيا 2025، ومعها الحاجة الملحة لتيسير تنقل الجماهير والمسافرين.

الخدمة التي جرى إطلاقها بشراكة مع شركة «ألزا البيضاء»، ستربط محطة القطار الدار البيضاء الميناء بالمحطة الجوية 2، مع توقف بالمحطة الجوية 1، مرورا بأحياء أساسية داخل المدينة لتسهيل وصول أكبر عدد من الركاب. الفكرة بسيطة لكنها فعالة: تقليل الاعتماد على السيارات الخاصة والطاكسيات، وتقديم وسيلة نقل جماعي موثوقة، مريحة، وآمنة.

وبحسب بلاغ المكتب الوطني للمطارات، يندرج هذا المشروع ضمن استراتيجية «مطارات 2030»، التي تضع تحسين تجربة الزبون في قلب رؤيتها المستقبلية. لذلك تأتي حافلات «أيرو باص» بمعايير حديثة، مجهزة بمكيفات، وويفي مجاني، ومساحات مهيأة للأمتعة، وولوجيات للأشخاص ذوي الحركة المحدودة. أما السائقون، فهم مؤهلون ومتعددو اللغات، لضمان تعامل احترافي يلائم مدينة بحجم الدار البيضاء ومطار بحجم محمد الخامس.

- Ad -

قدرة كل حافلة تصل إلى 80 راكبا، بينها 26 مقعدا للجلوس، والهدف هو نقل 4500 مسافر يوميا. ومع اقتراب موعد كأس إفريقيا، سيتم تعزيز الأسطول لمواكبة التدفق المرتقب للمسافرين، إضافة إلى مواسم الضغط المعروفة مثل فترة الحج، العمرة، وعودة الجالية في عملية «مرحبا».

إلى جانب البعد الخدمي، تراهن هذه المبادرة على تقليص حركة السيارات الخاصة نحو المطار، وبالتالي تخفيف الاكتظاظ الذي يشكل كابوسا مستمرا لمرتادي الطريق السيار المؤدي إلى المطار، خصوصا في أوقات الذروة والمناسبات.

الإطلاق الرسمي لـ«أيرو باص» لا يعد مجرد خدمة جديدة، بل هو — كما يصفه بلاغ المكتب — محطة مهمة في تحديث محيط أكبر مطار في المملكة، وتعزيز مكانة الدار البيضاء كمدينة كبرى تستقبل ملايين المسافرين سنويا، خاصة في ظل الاستعداد للموعد القاري الذي سيضع المغرب تحت أنظار العالم.

خدمة حديثة، سعر مناسب، مسار مدروس… ويبقى السؤال:
هل ينجح «أيرو باص» في تغيير ثقافة التنقل نحو المطار وإنهاء سنوات من الفوضى والازدحام؟

مقالات ذات صلة