أكد المغرب من جديد موقعه المتميز كقوة اقتصادية في قارة إفريقيا من خلال تصدره للمرتبة ضمن تصنيف “500 قوى اقتصادية إفريقية” في نسخته السادسة والعشرين، الذي نشرته مجلة “جون أفريك”. وقد تم إدراج 54 شركة مغربية في هذا التصنيف، مسجلة إجمالي إيرادات وصل إلى 55.9 مليار دولار، مما يعكس تنوع القطاعات الاقتصادية التي تساهم في دعم الاقتصاد الوطني، بدءا من صناعة السيارات والتكنولوجيا، وصولا إلى الفلاحة والصناعات المعدنية.
على الرغم من الظروف الاقتصادية العالمية الصعبة، والتي شهدت تباطؤا في النمو وانخفاضا في أسعار المواد الأولية، فإن الشركات المغربية نجحت في الحفاظ على ديناميكيتها. ويعكس ذلك قدرة هذه الشركات على التكيف مع التقلبات العالمية وتحقيق نمو مستدام في العديد من القطاعات.
من بين الشركات المغربية التي لفتت الانتباه في هذا التصنيف، يظل المكتب الشريف للفوسفاط (OCP) في مقدمة الشركات الإفريقية، محافظا على مكانته بين العشر الأوائل في القارة. بينما استفادت شركة “الخطوط الملكية المغربية” (RAM) من انتعاش قطاع النقل الجوي لتعزيز وتوسيع نشاطها بشكل كبير.
إقرأ أيضا: الدار البيضاء تهيمن على مشهد المقاولات الجديدة في المغرب لعام 2024
يعتبر التنوع في القطاعات الاقتصادية أحد العوامل الأساسية التي ساعدت المغرب في مواجهة تقلبات الأسواق العالمية، مما عزز من مكانته كأحد القوى الاقتصادية الرائدة في إفريقيا. كما أن التصنيف يسلط الضوء على التحديات التي تواجهها بعض الشركات الكبرى في القارة، لا سيما في ظل تقلبات أسعار المواد الأولية وتدهور قيمة العملات في بعض الدول مثل مصر ونيجيريا.
يستند هذا التصنيف إلى تحليل شامل لأداء أكثر من 1300 شركة إفريقية، حيث تم جمع البيانات المالية بناء على إيرادات هذه الشركات لعام 2023، مع ضمان التحقق من صحتها من خلال مصادر رسمية، وتتم تحويلها إلى الدولار الأمريكي وفقا لأسعار الصرف السارية عند إغلاق كل سنة مالية.