لم يكن الإطلاق الأولي لشبكات الجيل الخامس بالمغرب كما كان يأمله المواطنون. ففي الوقت الذي رفعت فيه التوقعات بشأن دخول البلاد مرحلة جديدة من الاتصال فائق السرعة، وجد مستخدمون أنفسهم أمام تجربة لا تختلف كثيرا عن خدمات الجيل الرابع، بل إن عددا منهم لاحظ تراجعا واضحا في جودة الإنترنت خلال الأيام الأخيرة.
وتداول آلاف المستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي شكاوى حول بطء تحميل الصور والفيديوهات وصعوبة تشغيل المحتوى عالي الجودة، مؤكدين أن أداء الشبكات الحالية لا يعكس الوعود التي قدمتها شركات الاتصالات بشأن “السرعة المبهرة” و“القفزة الرقمية” التي يفترض أن توفرها تقنيات 5G.
وتتركز الانتقادات في كبريات المدن التي شملها الإطلاق الأولي للخدمة، مثل الدار البيضاء، الرباط، طنجة، أكادير، مراكش وفاس. ويؤكد المواطنون أن التغطية غير مستقرة، وأن شعار “الجيل الخامس” يبدو حتى الآن أقرب إلى إعلان تجاري منه إلى خدمة متكاملة.
ويرى خبراء في قطاع الاتصالات أن هذا التعثر كان متوقعا، لأن الشركات المشغلة استعجلت الإعلان عن بدء الخدمة قبل استكمال تجهيزات البنية التقنية الضرورية. فالحصول على التراخيص التنظيمية، حسب المختصين، لا يكفي في غياب استثمارات ضخمة في المحطات المتقدمة وأنظمة المعالجة الحديثة التي توفرها الشركات العالمية الرائدة في هذا المجال.
ويحذر المحللون من أن هذا الوضع قد ينعكس سلبا على صورة المغرب الرقمية، خصوصا وهو يستعد لاحتضان فعاليات دولية كبرى تتطلب شبكات اتصال موثوقة وسريعة. ويشددون على أن نجاح 5G يحتاج مراحل اختبار دقيقة، وتوسيعات تغطي المدن والمناطق الصناعية بشكل كامل، قبل تعميم الخدمة على المستعملين.
وفي انتظار تحسين الأداء خلال الأسابيع المقبلة، تبدو شركات الاتصالات أمام امتحان حقيقي لإثبات قدرتها على مواكبة التحول الرقمي الذي تتطلع إليه البلاد، وربط المغرب فعليا بالعالم الجديد للاتصالات فائقة السرعة، بدل الاكتفاء بإطلاق رمزي لا يحمل أي أثر ملموس على تجربة المستخدم.


