أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، مساء أمس الثلاثاء، عن موافقتها على صفقة بيع صواريخ متطورة للمملكة المغربية، تشمل 600 صاروخ من طراز ستينغر “FIM-92K Stinger Block I”. هذه الصواريخ، التابعة لمنظومة “ستينغر” الشهيرة، تمثل نقلة نوعية في قدرات الدفاع الجوي قصير المدى للجيش المغربي.
وكشفت وكالة التعاون الأمني الدفاعي التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية أن تكلفة الصفقة تبلغ حوالي 825 مليون دولار، وشملت إخطار الكونغرس رسميا بالموافقة عليها. تتضمن الصفقة، إلى جانب الصواريخ، خدمات لوجستية وهندسية، وبرامج تحديث عالية التقنية تقدمها شركات أمريكية بارزة مثل “RTX Corporation” و”Lockheed Martin”.
تأتي هذه الخطوة في إطار دعم السياسة الخارجية الأمريكية وأمنها القومي، حيث وصف البيت الأبيض المغرب بأنه “حليف رئيسي من خارج الناتو”. وأكدت الإدارة الأمريكية أن هذه الصفقة تهدف إلى تعزيز استقرار شمال إفريقيا، مع تحسين قدرة القوات المسلحة الملكية على مواجهة التحديات الأمنية الحالية والمستقبلية.
صواريخ “FIM-92K Stinger Block I” تمثل أحدث إصدارات منظومة ستينغر المحمولة على الكتف أو العربات. وتعد هذه الصواريخ فعالة بشكل خاص ضد الطائرات المقاتلة والطائرات المسيرة، إذ اشتهرت في الحرب الأوكرانية بتصديها للطائرات الروسية المسيرة.
إقرأ أيضا: 612 صاروخ جافلين و 200 وحدة إطلاق: تفاصيل صفقة الأسلحة الأمريكية للمغرب
الصفقة تأتي بعد تجديد الولايات المتحدة اعترافها بسيادة المغرب على صحرائه، مما يعكس تصاعد مستوى الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. كما تشدد واشنطن على أن هذه المعدات لن تؤثر على جاهزية دفاعها الوطني، مؤكدة أن المغرب لن يواجه أي صعوبات في دمج هذه التقنيات المتقدمة ضمن منظومته العسكرية.
هذه الصفقة، الأولى من نوعها خلال فترة إدارة ترامب، تعزز من مكانة المغرب كقوة إقليمية مستقرة ومؤثرة، في وقت يشهد العالم تقلبات أمنية وسياسية متسارعة. وهي إشارة واضحة إلى التزام الولايات المتحدة بمواصلة شراكتها الدفاعية مع المملكة المغربية في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.