شهد حي الأمل بمنطقة دار تونسي بمدينة طنجة ليلة استثنائية بعدما تحولت خلافات متراكمة بين بعض السكان والتيكتوكر المثير للجدل آدم بنشقرون إلى فوضى استدعت تدخل السلطات الأمنية ووضع المعني بالأمر ووالدته رهن الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة.
وتفيد المعطيات أن جذور الأزمة تعود لأسابيع، إذ عبر عدد من الجيران عن انزعاجهم مما وصفوه بـ”سلوكات غير أخلاقية” و”إزعاج دائم” مرتبط بالبثوث المباشرة التي اعتاد بنشقرون نشرها على منصة “تيكتوك”، معتبرين أن محتواه يتنافى مع طابع الحي الشعبي وقيم ساكنته. ورغم تكرار الشكايات غير الرسمية، استمر الاحتقان إلى أن انفجر الوضع ليلة أمس عندما تجمّع العشرات أمام منزله.
وبحسب مصادر محلية، تطورت المشادات اللفظية إلى تراشق بالحجارة، ما خلق حالة من التوتر دفعت عناصر الأمن إلى التدخل بسرعة لتطويق المكان ومنع تفاقم الصدام. التدخل الأمني جاء بعد أن تدخلت والدة بنشقرون بدورها، موجهة عبارات تهديد وسب للجيران، الأمر الذي زاد من حدة الاحتقان.
وفي المقابل، ظهر بنشقرون في مقاطع مصورة بثها مباشرة على حسابه بمنصة “تيكتوك”، مؤكدا أنه تعرض رفقة والدته لـ”اعتداء متعمد” ومحاولة اقتحام المنزل، نافيا في الوقت نفسه صدور أي سلوك مخالف للقانون، ومعتبرا ما حدث “استهدافا بسبب نشاطه الرقمي”.
وتجدر الإشارة إلى أن آدم بنشقرون ليس جديدا على الجدل، فقد سبق أن أثار موجات انتقاد واسعة في دول عربية مختلفة، انتهت بترحيله من السعودية والإمارات، ثم انتقاله إلى تركيا، قبل أن يعود مؤخرا إلى المغرب لاستئناف أنشطته الرقمية.
وتواصل النيابة العامة تحقيقاتها لكشف المسؤوليات القانونية وترتيب المتابعات اللازمة، في قضية أعادت إلى الواجهة النقاش الجاري حول حدود حرية التعبير الرقمي، ودور صانعي المحتوى في احترام السلم الاجتماعي داخل الأحياء السكنية.