في ضربة جديدة ضد شبكات الغش الغذائي، تمكنت لجنة مختلطة بضواحي الفقيه بن صالح، يوم الخميس، من حجز ما يقارب 8 أطنان من مسحوق الفلفل الأحمر “التحميرة” داخل مستودع بجماعة برادية، وسط ظروف تخزين وصفت بالكارثية، وفي امتداد مباشر لملف “زيت الزيتون المغشوشة” الذي هزّ المنطقة خلال الأسابيع الماضية.
العملية، التي شارك فيها ممثلون عن السلطات المحلية والدرك الملكي والقوات المساعدة ومصالح المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا)، جاءت بعد إشعار من مواطنين أفادوا بانبعاث روائح كريهة من المستودع، ما دفع اللجنة إلى الانتقال فورا للمعاينة.
المعاينة الميدانية كشفت مشهدا صادما: كميات كبيرة من “التحميرة” متعفنة، متآكلة بفعل الديدان، ومخزنة في ظروف لا تراعي أدنى معايير السلامة الصحية. وتم على الفور إتلاف الكمية المحجوزة بعين المكان، إضافة إلى أخذ عينات لإخضاعها للخبرة المخبرية بهدف تحديد درجة التلوث وتركيبة المادة المستعملة.
الفاعل نفسه في قضية “زيت الزيتون الفاسدة”
وبحسب المعطيات التي حصلت عليها مصادر محلية، فإن هذه الكميات تعود للشخص نفسه المتابع في قضية 9 أطنان من زيت الزيتون المغشوشة التي تم ضبطها بداية الشهر داخل معصرة بسيدي جابر بعمالة بني ملال. المتهم يقبع حاليا بالسجن الفلاحي بالفقيه بن صالح في إطار الاعتقال الاحتياطي.
هذا التقاطع بين الملفين يؤكد، وفق مهنيين، وجود نشاط منظم يمتهن الغش الغذائي عبر تغيير وجهة منتجات فاسدة إلى الأسواق، واستغلال ثقة المستهلكين في مواد أساسية مثل الزيت والبهارات.
واستقبلت ساكنة المنطقة العملية بارتياح كبير، معتبرة أن صرامة السلطات باتت ضرورية لحماية الصحة العامة ومنع وصول منتجات خطيرة إلى موائد المغاربة. وتواصل المصالح المختصة تنفيذ حملات تفتيش واسعة في نقاط التخزين والتوزيع، ضمن تحرك شامل يتتبع كل خيوط شبكات الغش الغذائي.
ومع توالي هذه العمليات، تتعزز المطالب بتشديد العقوبات وتوسيع آليات الرقابة، حتى لا تتحول موائد المواطنين إلى فضاءات مفتوحة أمام منتجات مجهولة المصدر ومهددة للصحة.


