الأكثر مشاهدة

تندوف تغلي… اعتقالات ومداهمات ضد محتجزين عبروا عن رغبتهم في العودة إلى المغرب

تعيش مخيمات تندوف في الأيام الأخيرة على وقع حالة احتقان غير مسبوقة، بعدما تواترت معطيات حول قيام ميليشيات البوليساريو بحملات اعتقال ومداهمات ليلية استهدفت صحراويين لم يرتكبوا سوى “جريمة” التعبير عن رغبتهم في العودة إلى وطنهم الأم. مصادر من داخل المخيمات تؤكد أن العملية نفذت بشكل خاطف، وفي أجواء يسودها الخوف والترهيب.

ووفق الشهادات المتداولة، فقد عمدت الجبهة إلى اختراق مجموعات “واتساب” خاصة بالنقاشات الداخلية بين أبناء المخيمات، لتتحول رسائل عفوية حول العودة إلى المغرب إلى دلائل تستخدم لاعتقال أصحابها. خطوة زادت من التوتر داخل المخيمات، ورفعت منسوب الهواجس لدى السكان، الذين يعيشون أصلا تحت حصار نفسي واجتماعي شديد.

وتأتي هذه التطورات في سياق تكرار تقارير تتحدث عن سوء معاملة ومحاولات إخضاع قسري يعاني منه الصحراويون المحتجزون داخل المخيمات، وسط صمت دولي مطوّل تجاه انتهاكات حقوق الإنسان التي تسجَل هناك منذ سنوات، دون أي تحرك يخفف من معاناة الآلاف.

- Ad -

المشهد ازداد التهابا مباشرة بعد الخطاب الملكي بمناسبة عيد الوحدة الوطنية، إذ شكل دعوة صريحة ومباشرة لكل المحتجزين للعودة إلى المغرب، مع ضمان المساواة الكاملة في الحقوق والفرص. خطاب فتح الباب أمام أفق جديد لراغبين في طي سنوات القهر، وأعاد الأمل في إمكانية الاندماج مجددا داخل الوطن في ظروف تضمن الكرامة والاستقرار.

مصادر مقربة من أبناء المخيمات تشير إلى أن هذه الدعوة أحدثت تحولا كبيرا في المزاج العام داخل تندوف، حيث عبر العديد عن استعدادهم لاتخاذ خطوة العودة، ما دفع البوليساريو إلى تضييق الخناق وتشديد مراقبة أي صوت ناقد أو مختلف.

في ظل هذه المعطيات، تبدو المخيمات اليوم على حافة غليان اجتماعي، بينما تبرز دعوة الملك كأفق واقعي لإنهاء معاناة المحتجزين، وفتح صفحة جديدة تقوم على الحرية والاندماج والحياة الكريمة داخل وطنهم الأم، المغرب.

مقالات ذات صلة