شهدت العاصمة الموريتانية، نواكشوط، أمس الثلاثاء، استقبال الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لوفد من جبهة البوليساريو، في خطوة اعتبرها محللون بأنها تحمل رسالة مبطنة إلى السلطات الموريتانية حول استمرار نشاط الحركة في المنطقة.
وتضمنت الوفد حما سلامة، رئيس ما يسمى البرلمان الصحراوي، وقائد المنطقة العسكرية الثالثة، ومدير الأمن والتوثيق. لكن اللافت في الاستقبال هو غياب علم البوليساريو بجانب العلم الوطني الموريتاني، في إشارة واضحة إلى محاولة نواكشوط التحكم في رمزية الحدث وضبط الرسائل السياسية.
الرد الحذر للرئيس الغزواني
منذ توليه الرئاسة، حرص الغزواني على كبح تغلغل البوليساريو في موريتانيا، في سياسة تختلف تماما عن الممارسات التي اعتمدها الرئيس السابق، الذي كان يترك المجال واسعا للأنشطة الرمزية والسياسية للحركة داخل البلاد. ويأتي هذا اللقاء ضمن سياق تأكيد الغزواني على سيادة موريتانيا في قراراتها الوطنية وعدم السماح بتأثير خارجي على مواقفها، خصوصا في قضية الصحراء المغربية.
المحللون يرون في الاستقبال رسالة مزدوجة: أولا، إيصال صوت البوليساريو إلى نواكشوط بطريقة رسمية، وثانيا، رد بالغزواني بحذر وموضوعية للحفاظ على توازن موقف بلاده بين الحياد والمصالح الوطنية.
يبقى السؤال الأهم: هل ستنجح السياسة الجديدة في منع أي استغلال للبوليساريو داخل التراب الموريتاني؟، أم أن الرسائل القادمة ستضع نواكشوط أمام تحديات إضافية في هذا الملف الحساس على المستوى الإقليمي والدولي.


