أنهت السلطات المغربية، وتحديدا عناصر الدرك الملكي، رحلة هروب دامت أكثر من سنة لواحد من أخطر المطلوبين للعدالة في إيطاليا، بعدما تم توقيف Patrizio Forniti المعروف بلقب “patron des patrons” أو زعيم الزعماء، في عملية جرت بضواحي الدار البيضاء، وفق ما نقلته عدد من وسائل الإعلام الإيطالية.
الموقوف البالغ من العمر 53 عاما، والذي يحمل أيضا لقب “le chat” أو “القط” لقدراته المتكررة على الإفلات من الشرطة، كان مبحوثا عنه بتهم ثقيلة تشمل الابتزاز بأسلوب مافيوزي، والجرائم ضد الممتلكات، وحيازة الأسلحة والذخيرة بشكل غير قانوني، إضافة إلى الاشتباه في ارتباطه بشبكات خطيرة داخل المافيا الكالابرية وكامورا النابوليتانية، ولا سيما في ملفات تتعلق بالاتجار الدولي بالمخدرات.
اعتقال مفاجئ… برفقة الزوجة وبجوازات سويسرية مزيفة
مصادر إعلامية إيطالية أكدت أن Forniti اعتقل رفقة زوجته Monica Montanaro، بعدما دخلا المغرب باستعمال جوازات سفر سويسرية مزورة، في محاولة لإخفاء هويتهما الحقيقية والهروب من الملاحقة القضائية.
ويعود تاريخ فراره إلى صيف 2024، حين تمكن من الإفلات في آخر لحظة من عملية أمنية واسعة نفذتها الشرطة الإيطالية تحت اسم “Siège”، وأسفرت حينها عن اعتقال 25 شخصا وتفكيك أغلب عناصر شبكته. العملية أدت أيضا إلى حل المجلس البلدي لمدينة Aprilia ووضع عمدة المدينة السابق Lanfranco Principi تحت الإقامة الجبرية.
ابنة الموقوف، Yesenia Forniti، كانت بدورها قد اعتقلت خلال صيف السنة نفسها، إلى جانب شريكها نبيل السلامي، في إطار التحقيقات المرتبطة بنشاطات العائلة المافيوزية.
وبحسب المعطيات المتداولة، فإن Forniti وزوجته سيخضعان للإجراءات القانونية المعمول بها في المغرب تمهيدا لاحتمال تفعيل مسطرة تسليم المطلوبين، وذلك في إطار التعاون الأمني الدولي، خاصة عبر قنوات الإنتربول.
اعتقال “القط” في الدار البيضاء يضيف صفحة جديدة إلى سجل العمليات التي تؤكد قدرة الأجهزة الأمنية المغربية على رصد وتوقيف الفارين الدوليين، حتى أولئك الذين يختارون التخفي وراء هويات أجنبية مزورة.


