في حادث مأساوي هز الجالية المغربية بجنوب إسبانيا، لقيت أسرة مغربية مكونة من أربعة أفراد مصرعها، أمس الثلاثاء، نتيجة تسمم قاتل بغاز أحادي أكسيد الكربون داخل منزلها الواقع بجماعة توروكس بمحافظة مالقة. حادث صامت وقع دون صراخ أو استغاثة، لكن أثره دوى بقوة على كل من عرف العائلة.
ووفق ما نقلته وسائل إعلام محلية، فقد اكتشفت الجثث داخل منزل بالحي السكني إل بونتيل بعد تدخل السلطات في بداية الظهيرة، حيث لم يتمكن المسعفون من فعل شيء لإنقاذ الضحايا، بعدما فارقوا الحياة منذ ساعات طويلة.
وتعود المأساة، بحسب المعطيات الأولية، إلى جهاز تدفئة منزلي معطوب تسبب في انتشار غاز قاتل داخل البيت خلال الليل، ليجد أفراد الأسرة الأربعة أنفسهم محاصرين بغاز عديم اللون والرائحة، لكنه يقتل في دقائق.
المصادر الإعلامية أوضحت أن الضحايا هم زوجان في الخمسينيات من العمر ونجلاهما البالغان 17 و19 سنة، لتتحول الأسرة بكاملها إلى ضحية جديدة لسلسلة حوادث الاختناق التي تتكرر كل شتاء داخل منازل المهاجرين، بسبب التجهيزات غير الآمنة أو غياب التهوية الكافية.
وتشير التحقيقات الأولية إلى أن الحادث وقع ليلا، في وقت كانت الأسرة نائمة، ما حال دون تمكن أي منهم من طلب النجدة. وينتظر أن تواصل السلطات الإسبانية أبحاثها لتحديد الظروف الدقيقة للوفاة، والتأكد من مسؤوليات محتملة مرتبطة بالمعدات المنزلية.
وتعيد هذه الفاجعة المروعة النقاش حول سلامة أجهزة التدفئة داخل منازل المغاربة المقيمين بالخارج، خاصة أن هذا النوع من الحوادث يتكرر سنويا، مخلفا صدمات عميقة داخل الأسر والجالية على حد سواء.