الأكثر مشاهدة

حزب إسباني يدعو لإدراج “جرائم حرب الريف وغاز الخردل” ضمن مناهج التعليم الإسباني

في خطوة سياسية وثقافية مثيرة للجدل، دعا حزب “سومار” الإسباني، اليوم الأحد، إلى إدراج رؤية تاريخية نقدية للاستعمار الإسباني للمغرب ضمن مناهج التعليم الثانوي والبكالوريا، في محاولة لتعزيز الوعي التاريخي ومنع انتشار الخطابات العنصرية ضد السكان المغاربيين من قبل اليمين المتطرف.

وجاء هذا المقترح، الذي نوقش اليوم في لجنة الثقافة بالبرلمان الإسباني، ليشمل خصوصا فترة الحماية الإسبانية في المغرب بين 1912 و1956، مع التركيز على حرب الريف (1921-1926)، حيث ثار سكان المنطقة ضد القوى الاستعمارية الإسبانية والفرنسية. وقد أسفرت هذه الحرب عن مقتل نحو 25 ألف جندي إسباني، معظمهم من الطبقة العاملة ومجندين قسريا، إلى جانب آثار مدمرة على المدنيين الريفيين نتيجة القصف العشوائي واستخدام أسلحة كيميائية محرمة مثل غاز الخردل.

كما أبرز الحزب معركة الحسيمة في 8 شتنبر 1925، التي شهدت أول عملية إنزال جوي وبحري واسعة النطاق في التاريخ المعاصر بدعم من الطيران والبحرية الفرنسية، وأسفرت عن سقوط المقاومة الريفية بعد أشهر، وتركت آثارا عميقة على المنطقة.

- Ad -

وأشار مقترح الحزب إلى أن حرب الريف كانت بمثابة مدرسة حربية للأجيال العسكرية الإسبانية الأفريقية، بما في ذلك فرانثيسكو فرانكو وإميليو مولا، اللذان كان لهما لاحقا دور محوري في انقلاب 18 يوليو 1936 والحرب الأهلية الإسبانية.

وحث حزب “سومار” الحكومة الإسبانية على تحمل مسؤوليتها التاريخية تجاه الجرائم الاستعمارية، ودفع نحو إجراءات متعلقة بالذاكرة والتقدير والتعويض وفق المعايير الدولية، مؤكدين أن إدراج هذه الحقبة في المنهاج الدراسي يجب أن يكون من منظور نقدي قائم على حقوق الإنسان، مع تعزيز التعاون مع المؤسسات الثقافية المغربية لترسيخ “ذاكرة مشتركة” وتعزيز الحوار بين الثقافات.

مقالات ذات صلة