في مشهد قضائي ثقيل بوقعه الإنساني، أسدلت الغرفة الجنائية الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالقنيطرة الستار على واحدة من أبشع القضايا التي شهدتها المدينة في الأشهر الأخيرة، بعدما أدانت أبا بثلاثين سنة سجنا نافذا إثر تورطه في هتك عرض ابنتيه القاصرتين وما نتج عنه من افتضاض للبكارة. قرار قضائي لم يكتف بالعقوبة السجنية، بل ألزم المتهم أيضا بأداء تعويض مدني بلغ ستة ملايين سنتيم لفائدة كل ضحية.
وجاء هذا الحكم عقب ثلاث جلسات متتالية ناقشت خلالها المحكمة تفاصيل الملف من زواياه كافة، كان آخرها بتاريخ 24 نونبر. واعتمدت الهيئة القضائية في قناعتها على روايات الطفلتين ووالدتهما، إضافة إلى نتائج الخبرة الطبية التي كشفت معالم الاعتداء، وتقارير الضابطة القضائية التي أشرفت على التحقيق بتوجيه من النيابة العامة.
وتعود بداية القضية إلى لحظة تقدمت الأم بشكاية رسمية بعدما راودها شك قوي حول تعرض طفلتيها لاعتداء جنسي داخل البيت. لتتحرك المصالح المختصة بسرعة، حيث تم توقيف الأب ووضعه تحت الحراسة النظرية، قبل إحالته على المحكمة في حالة اعتقال بالنظر إلى خطورة الأفعال المنسوبة إليه.
وبعد تفحص دقيق لمعطيات الملف، خلصت المحكمة إلى إدانة المتهم بجناية هتك عرض قاصرين من أحد الأصول، وهي من الجرائم التي يحدد القانون المغربي ضمن خانة الأفعال الأشد خطورة، باعتبارها تمس الطفولة في أقدس حقوقها وتهدد سلامتها الجسدية والنفسية.
بهذا الحكم، تكون العدالة قد وضعت نقطة نهاية في مسار قضية صادمة أعادت النقاش حول مسؤولية حماية الأطفال وضرورة يقظة الأسرة والمجتمع أمام أي مؤشرات قد تدل على تعرض الصغار لاعتداءات مماثلة.


