في خطوة تعزز موقع المغرب داخل الخريطة المالية للقارة الإفريقية، أعلنت مجموعة “ستاندرد تشارترد” المصرفية افتتاح مكتبها التمثيلي بالدار البيضاء، بعد حصولها على الترخيصات الرسمية من بنك المغرب، لتبدأ مرحلة جديدة من توسيع حضورها الإقليمي في الشرق الأوسط وإفريقيا.
المكتب الجديد يستقر داخل القطب المالي للدار البيضاء، الذي تحول خلال السنوات الأخيرة إلى منصة تحتضن عشرات المجموعات الدولية الباحثة عن بوابة آمنة نحو أسواق إفريقيا جنوب الصحراء، مستفيدة من البنيات القانونية والجبائية التي يوفرها هذا المركز المالي الرائد في المنطقة.
وقالت سينثيا الأسمر، المديرة العامة ومديرة منطقة المغرب بالمجموعة، إن المملكة أصبحت وجهة محورية للمستثمرين الدوليين بفضل موقعها الجغرافي الفريد وتقدمها في الإصلاحات الاقتصادية، مؤكدة أن افتتاح المكتب سيسمح للبنك بمواكبة عملائه بشكل أقرب في قطاعات حيوية مثل صناعة السيارات، الطاقات المتجددة، الطيران، والصناعات الغذائية.
ويأتي دخول “ستاندرد تشارترد” للسوق المغربي ضمن استراتيجية جديدة تركز على إدارة الثروات والمعاملات المالية العابرة للحدود، خاصة بعد إعادة هيكلة نموذج أعمالها وتقليص بعض وحداتها الإقليمية منذ أبريل 2022.
ويراهن البنك على المغرب باعتباره منصة استراتيجية للتجارة والاستثمار العالمي، خصوصا مع تسجيله نموا اقتصادياً بلغ 3.2% سنة 2024، وسط توقعات بالارتفاع إلى 3.7% خلال السنوات المقبلة، مدعوما بمشاريع ضخمة في البنية التحتية وإصلاحات هيكلية مستمرة.
وسيساهم المكتب الجديد في تعزيز الشراكات وتمويل المشاريع ودعم الزبناء المحليين والدوليين، إلى جانب تطوير حلول مالية مهيكلة تستفيد من خبرة المجموعة التي تعمل في 54 سوقا عالميا. ويأتي هذا التوسع في وقت اختارت فيه بنوك عالمية كبرى مثل “سوسيتيه جنرال” و“بي إن بي باريبا” و“إتش إس بي سي” تقليص أنشطتها في القارة الإفريقية، ما يجعل قرار ستاندرد تشارترد رهانا واضحاً على استقرار المغرب وجاذبيته الاقتصادية.
وبينما تستمر المؤسسات المالية الدولية في إعادة رسم خرائط حضورها بالقارة، يبدو أن الدار البيضاء تكسب، مرة أخرى، ثقة لاعب مصرفي كبير يراهن على مستقبل مالي أكثر اتساعا في المغرب.


