الأكثر مشاهدة

ساركوزي يكشف: الملك محمد السادس كان أول من اتصل بي بعد الحكم ودعمني في “أقسى اللحظات”

في رواية غير مسبوقة لواحدة من أكثر الفترات حساسية في مساره السياسي، يعود الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي في كتابه الجديد “يوميات سجين” إلى الأيام الثلاثة والعشرين التي قضاها داخل سجن لا سانتي بباريس، كاشفا عن تفاصيل لم تكن معروفة من قبل، وعلى رأسها اتصال الملك المغربي محمد السادس فور صدور الحكم الذي أدى إلى إيداعه السجن أواخر أكتوبر الماضي.

ساركوزي يصف في مذكراته تلك اللحظة بدقة، قائلا إن الملك كان من أوائل الزعماء الذين بادروا بالاتصال به مباشرة بعد انتشار خبر تنفيذ الحكم. ويضيف أن نبرة العاهل المغربي حملت “تأثرا واضحا وصوتا مرتعشا تحت وقع الصدمة”، قبل أن يعبر له عن دعم شخصي وإنساني قوي في لحظة وصفها الرئيس السابق بأنها كانت “قاسية ومفصلية” في حياته.

ويعترف ساركوزي بأن تلك المكالمة تركت وقعا خاصا في نفسه، مشددا على “الإعجاب الكبير” الذي يكنه للملك محمد السادس منذ سنوات طويلة، ومعتبرا أن الموقف المغربي كان من أكثر المواقف الدولية صدقا ودفئا خلال محنته.

- Ad -

الكتاب يعرض أيضا لشبكة ردود الفعل الدولية التي تلت اعتقاله، ويضع الاتصال الملكي المغربي في صدارة المواقف التي تلقاها، إلى جانب رسائل دعم من قادة أفارقة مثل رئيس ساحل العاج ورئيس رواندا. في المقابل، يلتزم ساركوزي الغموض حين يتحدث عن قادة أوروبا، مكتفيا بالقول إنه تلقى اتصالات من “عدد من الزعماء الحاليين والسابقين” دون أن يذكر أسماءهم، وهي خطوة أثارت تساؤلات واسعة في باريس حول أسباب هذا التحفظ.

وجاء تنفيذ الحكم في 21 أكتوبر الماضي، في سياق قضية التمويل الليبي المزعوم لحملته الانتخابية، وهي القضية التي أثارت ولا تزال تثير جدلا سياسيا وقضائيا متواصلا. وبعد حوالي عشرين يوما خلف القضبان، غادر ساركوزي السجن بكفالة في انتظار جولة جديدة من التقاضي أمام محكمة الاستئناف العام المقبل.

ويصر الرئيس الفرنسي السابق في كتابه على أن ملفه “خال تماما من أي دليل مادي يثبت التمويل”، معتبرا أن ما حدث يدخل في إطار “استهداف سياسي وقضائي” لا يزال محل نقاش واسع في فرنسا وخارجها.

مقالات ذات صلة