جددت المملكة المتحدة، في موقف رسمي جديد، دعمها لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب، باعتبارها الإطار الأكثر جدية وواقعية للتوصل إلى تسوية دائمة لنزاع الصحراء. ويعكس هذا الموقف استمرارية التوجه البريطاني المعلن منذ فاتح يونيو 2025، عقب الزيارة الرسمية التي قام بها وزير الدولة للشؤون الخارجية والكومنولث والتنمية، ديفيد لامي، إلى المملكة المغربية.
جاء ذلك خلال جلسة رسمية بمجلس العموم البريطاني، إثر سؤال تقدم به النائب المحافظ أندرو موريسون حول دور الحكومة البريطانية في ضمان استقرار العلاقات الثنائية مع المغرب والحفاظ على الدينامية الإيجابية منذ توقيع اتفاقية الشراكة بين البلدين سنة 2019.
وردا على السؤال، أكد وكيل وزارة الخارجية البريطانية، هاميش فالكونر، أن بلاده اعتمدت موقفا أكثر وضوحا تجاه النزاع الإقليمي، مجددا دعم لندن الكامل للجهود التي يقودها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، ضمن المسار السياسي الأممي.
وأوضح فالكونر أن التوصل إلى حل نهائي للنزاع يشكل ركيزة أساسية لتعزيز الاستقرار والأمن والوحدة في شمال إفريقيا، مشيرا إلى أن استمرار هذا النزاع يعرقل فرص التعاون الإقليمي والتنمية المشتركة. كما أعرب عن أمل الحكومة البريطانية في تحقيق تقدم ملموس خلال الأشهر المقبلة، بما يسهم في ترسيخ السلم والاستقرار بالمنطقة، مؤكدا أن المبعوث الأممي يحظى بثقة كاملة من قبل المملكة المتحدة ويواصل جهوده لدفع المباحثات بين الأطراف المعنية قدما.
ويعكس هذا الموقف البريطاني المتجدد تقاربا متزايدا مع الرؤية المغربية القائمة على مبادرة الحكم الذاتي كحل سياسي واقعي وذي مصداقية، في سياق دولي يشهد تزايد عدد الدول الداعمة لهذا الطرح، مما يعزز مكانة المغرب كشريك استراتيجي للمملكة المتحدة على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية.