كشفت تقارير إعلامية عبرية عن معطيات جديدة تفسر أسباب تعثر استئناف الرحلات الجوية المباشرة بين تل أبيب والمغرب، رغم الإعلانات الرسمية الصادرة عن الجانب الإسرائيلي، والتي تحدثت عن عودة “فورية” لحركة الطيران بين البلدين. ووفق هذه المعطيات، فإن التأخير لا يرتبط بعوامل تقنية أو لوجستية، بقدر ما يعود إلى غياب موافقة مغربية نهائية على نشاط شركات الطيران الإسرائيلية داخل الأجواء والمطارات المغربية، لدواع أمنية.
وبحسب ما أورده موقع PassportNews المتخصص في أخبار الطيران، فإن السلطات المغربية لم تمنح، إلى حدود الآن، التصاريح اللازمة لشركات الطيران الإسرائيلية من أجل تشغيل رحلاتها نحو المغرب، رغم إعلان وزارة المواصلات الإسرائيلية استئناف الخط الجوي بين الطرفين. وأكد الموقع أن هذا الإعلان سبق استكمال الإجراءات الأمنية الضرورية، سواء على المستوى المغربي أو الإسرائيلي.
وكانت وزيرة المواصلات الإسرائيلية، ميري ريغيف، قد أعلنت في 12 نونبر 2025 عن فتح الخط الجوي بين البلدين بشكل فوري، غير أن مصادر متطابقة أوضحت أن هذا التصريح لم يكن مدعومًا بموافقة أمنية كاملة في تلك المرحلة. وفي هذا السياق، أشار PassportNews إلى أن شركة الطيران الإسرائيلية “إسراير” لم تحصل على الضوء الأخضر، رغم تقدمها بطلب رسمي إلى جهاز الأمن العام الإسرائيلي، ما حال دون إعادة تشغيل رحلاتها نحو المغرب.
في المقابل، نفت وزارة المواصلات الإسرائيلية وجود أي خلل في المسار الأمني، مؤكدة أنها توصلت بموافقات من السلطات المختصة في إسرائيل والمغرب عبر سلطة الطيران المدني، ومشددة على أن شركات الطيران الإسرائيلية ستمنح الإذن فور استكمال الاستعدادات الأمنية. كما أوضحت أن الشركات المغربية مخولة أصلا لتشغيل رحلات بين البلدين.
غير أن ما يجري خلف الكواليس، وفق المصدر ذاته، يكشف استمرار الرفض المغربي لطلبات جديدة تقدمت بها شركات طيران إسرائيلية خلال الأيام الأخيرة، بسبب اعتبارات أمنية لم يتم تجاوزها بعد. وهو ما يجعل استئناف الرحلات، في الوقت الراهن، مجرد احتمال مؤجل، مرتبط بمشاورات أمنية دقيقة بين الطرفين.
وفي الوقت الذي تحدثت فيه القناة 12 الإسرائيلية عن إمكانية إعادة فتح الخط المباشر نحو الدار البيضاء ابتداء من 13 نونبر 2025، وربطت ذلك بمحادثات بين وزيرة النقل الإسرائيلية ونظيرها المغربي عبد الصمد قيوح، أثير في المقابل جدل واسع داخل الرأي العام المغربي، حيث عبر عدد من المواطنين عن رفضهم لعودة الرحلات الجوية في ظل استمرار الحرب على قطاع غزة.
وتشير معطيات أخرى إلى أن إعادة تشغيل الخط الجوي، الذي كان يعرف سابقا طلبا مرتفعا ونسبة إشغال شبه كاملة، ظل رهينا بتطور الوضع الأمني وتراجع تحذيرات السفر. ويذكر أن تعليق الرحلات فرض في أكتوبر 2024، عقب رفع مستوى التحذير الأمني من قبل مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، في سياق الحرب المستمرة على غزة.
وبين التصريحات الرسمية والتسريبات الإعلامية، يظل ملف الرحلات الجوية بين المغرب وإسرائيل عالقا بين الاعتبارات الأمنية والحسابات السياسية، في انتظار قرار نهائي يضع حدا لحالة الغموض التي تطبع هذا الخط الجوي.


