لم تكن أصداء انطلاقة كأس أمم إفريقيا “المغرب 2025” حبيسة الملاعب الوطنية فحسب، بل امتد وهجها ليعانق ناطحات سحاب “نيويورك”، حيث عاشت الجالية المغربية المقيمة بـ “التفاحة الكبيرة”، مساء أمس، ليلة استثنائية امتزج فيها صخب “مانهاتن” بحرارة التشجيع المغربي الأصيل، تزامنا مع اللقاء الافتتاحي الذي جمع أسود الأطلس بمنتخب جزر القمر.
وفي مشهد يعكس القوة الناعمة للمملكة وحجم التأثير الثقافي للجالية المغربية، لم يقتصر الحماس على المهاجرين فحسب، بل سجل عمدة نيويورك، زهران ممداني، حضورا لافتا بمشاركته الجالية أطوار المباراة. ممداني، الذي شوهد وهو يتفاعل بحماس مع “تكتيك” الأسود، أعطى بوجوده بعدا دبلوماسيا وثقافيا للاحتفالية، مؤكدا على انفتاح نيويورك ودعمها للتنوع الثقافي والرياضي الذي تمثله الجالية المغربية النابضة بالحياة.
وتناقلت منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو “تدمع لها العين” لمغاربة ومهاجرين من جزر القمر، التأموا داخل أحد المطاعم الشهيرة بالمدينة، حيث تحول الفضاء إلى “فيستيفال” مصغر؛ فبينما كانت العيون معلقة بالشاشات تتابع توغل إبراهيم دياز وتحركات الكعبي، كانت الأطباق المغربية التقليدية تفوح برائحتها في الأرجاء، لتضفي على اللقاء دفئا عائليا ذو نكهة وطنية، جعلت الحاضرين يشعرون وكأنهم في قلب الدار البيضاء أو الناظور أو الداخلة.
هذه الاحتفالية لم تكن مجرد متابعة لمباراة في كرة القدم، بل كانت تجسيدا حيا لروح الانتماء والتلاحم؛ حيث انصهرت الإثارة الرياضية في بوتقة الثقافة المغربية، لتقدم لنيويورك وللعالم نموذجا فريدا في “تامغربيت” التي لا تعترف بالحدود الجغرافية.
بين هتافات نيويورك وهز الشباك في الرباط، أثبتت الجالية المغربية مرة أخرى أنها خير سفير للمملكة، قادرة على تحويل موعد رياضي إلى تظاهرة ثقافية عالمية تجذب كبار المسؤولين الأمريكيين.


