اهتزت الرأي العام بكل من سلا والرباط على وقع فضيحة من العيار الثقيل، بطلها شاب عشريني وطبيب مشهور بالعاصمة، تورطا في قضية تتعلق بالتغرير بقاصر وافتضاض بكارتها، وصولا إلى إجراء عملية إجهاض سري داخل عيادة طبية معروفة.
بدأت فصول هذه القضية الصادمة بمنطقة “السهول” ضواحي سلا، عندما تقدمت والدة فتاة قاصر بشكاية استعجالية لمصالح الدرك الملكي، تكشف فيها تعرض ابنتها للتغرير والاغتصاب من طرف شاب (مواليد 2003)، وهو ما نتج عنه حمل غير مرغوب فيه. التحقيقات كشفت أن المتهم لم يتوقف عند هذا الحد، بل استعان بصديقين له قاما بتصوير الجريمة بهواتفهما، قبل أن يقرروا “التخلص” من الجنين بطريقة غير قانونية.
وأحالت عناصر الدرك الملكي، صباح أمس الخميس، سبعة موقوفين على أنظار الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالرباط. وتضم قائمة المتهمين أسماء وازنة، من بينهم طبيب مختص في النساء والتوليد (مواليد 1994) يملك عيادة مشهورة بالعاصمة، وممرض بمصحة دولية كبرى، إضافة إلى كاتبة الطبيب ووسيطة (مالكة مقهى متنقل بسلا) كانت صلة الوصل في هذه العملية المشبوهة.
قرارات قضائية حازمة
وبعد استنطاق تمهيدي مارست فيه الضحية القاصر حقها في سرد تفاصيل “الكابوس” الذي عاشته، قرر قاضي التحقيق إيداع المتهم الرئيسي سجن “تامسنا” في حالة اعتقال، بتهم ثقيلة تتعلق بالتغرير وهتك العرض والتحريض على الإجهاض.
في المقابل، تقرر متابعة باقي أفراد الشبكة الستة في حالة سراح، بمن فيهم الطبيب الذي أفرج عنه بكفالة مالية قدرها 10 آلاف درهم (مليون سنتيم)، والكاتبة والممرض والوسيطة وصديقي المتهم، بتهم المشاركة في أفعال إجرامية وممارسة الإجهاض بطريقة غير مشروعة، في انتظار جلسة التحقيق التفصيلي المقرر عقدها في 21 يناير المقبل.
وتسود حالة من الترقب حول ما ستسفر عنه التحقيقات التفصيلية، حيث لا تستبعد مصادر مطلعة أن تفرز القضية معطيات عن جرائم مماثلة، وسط شكوك حول وجود “شبكة اعتيادية” تمتهن الإجهاض السري باستغلال الوسيطة ذاتها والعيادة المذكورة، مما أثار موجة من الهلع في صفوف الساكنة المحلية نظرا لمكانة الطبيب والعيادة المعنية بوسط الرباط.
تظل هذه القضية مفتوحة على كل الاحتمالات، في انتظار كلمة القضاء لرد الاعتبار للضحية القاصر وضرب يد من حديد على كل من سولت له نفسه المتاجرة بأجساد القاصرين وخرق القوانين المنظمة للمهنة الطبية.