في سباق مع الزمن لتأمين السيادة المائية للمملكة، كشفت معطيات ميدانية عن تقدم كبير وملحوظ في أشغال محطة تحلية مياه البحر “موجة 2” (Wave 2)، الواقعة بالمركب الصناعي للمكتب الشريف للفوسفاط (OCP) بمدينة أسفي. هذا المشروع الضخم يأتي كتعزيز استراتيجي لوحدة أولى رأت النور ودخلت حيز الخدمة فعلياً منذ سنة 2024.
طفرة في القدرة الإنتاجية وتشير المعطيات المتوفرة لـ “آنفا نيوز” إلى أن المحطة الجديدة صممت بقدرة سنوية هائلة تصل إلى 150 مليون متر مكعب. ولا تقتصر أهمية هذا الورش عند حدود كونه منجزا تقنيا، بل تتعداه لتشكل شريان حياة يضمن استدامة الموارد المائية في ظل التحديات المناخية الراهنة.
مراكش والمناطق المنجمية.. المستفيد الأكبر
الرهان على محطة “Wave 2” يتجاوز تلبية الاحتياجات الصناعية للمجمع الشريف للفوسفاط في منشآت مزيندة وابن جرير واليوسفية؛ بل يمتد ليشمل جانبا اجتماعيا حيويا، حيث ستلعب المحطة دورا محوريا في تعزيز التزود بالماء الصالح للشرب لفائدة مدينة مراكش، مما سيخفف الضغط على الموارد المائية التقليدية بالجهة.
ويندرج هذا المشروع في إطار المخطط الاستراتيجي الذي ينهجه المغرب تحت التوجيهات الملكية السامية، والقائم على الابتكار والحلول غير التقليدية لمواجهة “الإجهاد المائي”. تقدم الأشغال في “موجة 2” بأسفي يبعث رسائل طمأنة حول قدرة المملكة على تحويل التحديات إلى فرص، من خلال استغلال الواجهة البحرية لتأمين احتياجات الصناعة والساكنة على حد سواء.
تبقى محطة أسفي “موجة 2” عنوانا بارزا لمغرب يخطط لمستقبله المائي بكفاءة عالية، في انتظار الانتهاء الكلي من الأشغال ودخول هذا الصرح المائي العملاق مرحلة الإنتاج الفعلي.


