أسدل الستار، اليوم الأحد، على واحدة من أكثر الفواجع الإنسانية إيلاما بإقليم تنغير، بعدما تمكنت فرق الإنقاذ من العثور على جثة التلميذ الرابع، الذي كان في عداد المفقودين إثر السيول الجارفة التي شهدها “وادي فزو” بجماعة مسيصي. بهذا الاكتشاف الحزين، تنتهي فصول مأساة استمرت لأيام، وحبست أنفاس ساكنة المنطقة وعائلات الضحايا.
وجاء العثور على الضحية الأخيرة بعد مجهودات مضنية وعمليات تمشيط ميداني وجوي واسعة النطاق، استخدمت فيها مروحية تابعة للقيادة العامة للدرك الملكي وخمس طائرات “درون” متطورة، للوصول إلى المناطق الوعرة التي يصعب بلوغها سيرا على الأقدام. وقد جرت هذه العمليات تحت الإشراف الميداني المباشر لعامل إقليم تنغير، مولاي إسماعيل هيكل، الذي واكب تطورات الحادث لحظة بلحظة.
كرونولوجيا مأساة “سيارة الموت”
وتعود فصول هذه الواقعة الأليمة إلى ليلة السبت 13 دجنبر الجاري، حين جرفت السيول القوية سيارة كانت تحاول عبور الوادي بين منطقتي “فزو” و”الحفيرة”. السيارة كانت تقل أربعة أشخاص ينحدرون من منطقة سيدي علي بإقليم الرشيدية، قبل أن تنقلب بفعل قوة التيار المغمور بالأوحال، مما أدى إلى مصرع شخصين في الحين، بينما ظل تلميذان في عداد المفقودين، إلى أن جرى انتشال جثة الضحية الثالثة يوم الاثنين الماضي، واليوم جثة الرابع.
وشهدت عمليات البحث تعبئة استثنائية لعناصر الدرك الملكي، القوات المساعدة، والوقاية المدنية، مدعومين بست آليات للحفر والكلاب المدربة. كما لم يتخلف أبناء المنطقة عن الموعد، حيث انخرط متطوعون من الساكنة وفعاليات مدنية في عمليات التمشيط، استجابة لنداءات إنسانية تهدف إلى إنهاء معاناة العائلات المكلومة في انتظار أي بصيص أمل.
وخلفت هذه الفاجعة حالة من الأسى والذهول في صفوف ساكنة تنغير والرشيدية على حد سواء، وسط دعوات بضرورة توخي الحيطة والحذر عند عبور الوديان في فترات الفيضانات. وبانتشال الجثة الأخيرة، تتحول منطقة “مسيصي” إلى سرادق عزاء كبير، تودع فيه شباباً قضوا في مواجهة الطبيعة الغاضبة.


