في إطار خطتها الطموحة لتحديث الشبكة الطرقية الوطنية، أطلقت الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب (ADM) برنامجا ضخما لإعادة تأهيل المحور الطرقي الاستراتيجي الرابط بين مدينتي الخميسات ومكناس. هذا المشروع، الذي يأتي استجابة لمتطلبات السلامة والتدفق المروري، رصدت له ميزانية استثمارية تناهز 309 مليون درهم.
أجندة الأشغال والجدولة الزمنية
وفقا للمعطيات الرسمية، فقد دخل المشروع حيز التنفيذ الإداري عبر إطلاق طلبات العروض، ومن المرتقب أن تنطلق الآليات في الميدان مع مطلع عام 2026. وحسب المخطط التقني، ستستمر الأشغال لمدة 24 شهرا، على أن يتم تسليم الطريق في حلتها الجديدة بين نهاية عام 2027 وبداية عام 2028.
هذه العملية، التي تندرج ضمن البرنامج الوطني لصيانة الطرق السيارة، لن تقتصر على الترميم السطحي، بل ستشمل إعادة هيكلة شاملة لقارعة الطريق (La chaussée). ولضمان أعلى مستويات الجودة، قررت شركة (ADM) الاستعانة بمكاتب مراقبة تقنية خارجية (Contrôle technique externe) لمواكبة الورش، والتأكد من مطابقة الأشغال للمعايير الدولية الصارمة.
يعتبر مقطع الخميسات–مكناس، الذي يمتد على طول 50 كيلومترا، أحد أقدم المحاور في المملكة؛ حيث يعود تاريخ وضعه في الخدمة إلى نونبر 1998. وباعتباره حلقة وصل حيوية في محور الرباط–فاس، فإنه يلعب دورا محوريا في ربط شمال المملكة بمركزها، مما يجعله يشهد ضغطا مروريا كبيرا من الشاحنات والسيارات الخفيفة على حد سواء.
ومع انطلاق الأشغال في 2026، تتوقع الشركة الوطنية للطرق السيارة حدوث اضطرابات مؤقتة في حركة السير. ومن المنتظر وضع مخططات خاصة لتغيير المسارات أو تقليص عدد الممرات لضمان انسيابية المرور قدر الإمكان وتفادي الاكتظاظ، مع الحفاظ على سلامة العمال ومستعملي الطريق.
تأتي هذه الخطوة لتؤكد رغبة المغرب في الحفاظ على ريادته القارية في جودة البنية التحتية الطرقية، خاصة مع اقتراب استحقاقات دولية كبرى تتطلب جاهزية قصوى لكل شرايين المملكة.


