تستعد مقاطعة الحي المحمدي بالدار البيضاء لاستقبال دفعة جديدة من التأهيل البيئي، ضمن برنامج طموح لعام 2025 يهدف إلى إعادة الحياة إلى حوالي 25 حديقة، وذلك عبر استثمار مالي يصل إلى 70 مليون سنتيم. هذه الخطوة تأتي لتعزيز رصيد المدينة من المساحات الخضراء، وتوفير متنفسات حيوية لسكان العاصمة الاقتصادية، التي تعاني من نقص واضح في هذا المجال الحيوي.
وتأتي هذه المبادرة في سياق دينامية تشهدها المدينة في الأسابيع الأخيرة، تجسدت في افتتاح منتزهات جديدة مثل ضاية الألفة بالحي الحسني، وإعادة تأهيل حدائق تاريخية كـحدائق الأليسكو في سيدي عثمان. وتعزز هذه المشاريع التزام السلطات المحلية بتوفير فضاءات ترفيهية ورياضية للمواطنين، لكنها لا تخفي حقيقة أن الحاجة إلى المزيد من المساحات الخضراء لا تزال قائمة وبشكل كبير.
ومع أن الدار البيضاء قد عرفت إحداث عدة منتزهات بيئية في السنوات الأخيرة، إلا أن الخصاص يظل تحديا كبيرا، خاصة مع الكثافة السكانية المتزايدة. وتبقى الآمال معلقة على المشاريع المستقبلية الكبرى، وفي مقدمتها منتزه المحج الملكي، الذي ينتظر أن يرى النور في عام 2028 ليحدث ثورة في مشهد المدينة البيئي.
هذا البرنامج الجديد في الحي المحمدي، وإن كان خطوة إيجابية، يطرح تساؤلات حول مدى كفاية الميزانية المرصودة وحجم التحديات التي تواجهها المدينة في سعيها لتحقيق توازن بين التوسع العمراني والحفاظ على المساحات الخضراء.