في خطوة أثارت الكثير من الجدل في أوساط المصدرين، أعلنت السلطات الروسية عن قرار يقضي بحظر دخول كميات من الطماطم القادمة من المغرب وتركيا إلى ترابها الوطني، وذلك عقب رصد فيروسات نباتية خلال عمليات المراقبة الروتينية على الحدود.
الفحص المخبري يكشف “المستور”
وأفادت المصلحة الفيدرالية للرقابة البيطرية والصحة النباتية في روسيا (Rosselkhoznadzor)، أنها قررت وضع شحنة هامة من الطماطم تحت “الحجر الصحي”، بعد أن كشفت الاختبارات المخبرية عن وجود فيروس “تبييض ثمار الطماطم الشجيري” (ToBRFV) وفيروس “موزاييك البيبينو”. وهي فيروسات، رغم أنها لا تشكل خطرا على صحة الإنسان، إلا أنها تؤثر بشكل حاد على جودة المحاصيل الفلاحية وسلاسل الإنتاج.
الواقعة تعود إلى تاريخ 24 دجنبر الجاري، حيث خضعت ثلاث شحنات يبلغ حجمها الإجمالي 33 طنا قادمة من المملكة المغربية والجمهورية التركية لفحص صحي دقيق. والمثير في الأمر أن هذه المنتجات كانت مصحوبة بشهادات صحية نباتية رسمية ومستوفية للشروط، إلا أن التحاليل الروسية المضادة أظهرت تلوث جزء من الحمولة.
ومن أجل منع انتقال هذه الفيروسات إلى المزارع الروسية، اتخذت سلطات موسكو قرارا بمنع 8 أطنان من الطماطم الملوثة من ولوج أراضيها، بينما سمحت بدخول الجزء المتبقي من الشحنة بعد التأكد من سلامته التامة ومطابقته للمواير الصحية المعتمدة لدى الاتحاد الروسي.
تأتي هذه الواقعة لتسلط الضوء من جديد على التحديات التي تواجه الصادرات الفلاحية المغربية في الأسواق الدولية الكبرى، ومدى صرامة المعايير “الفيتوصحية” التي تفرضها روسيا، خاصة في ظل المنافسة القوية والحاجة الملحة لتشديد المراقبة القبلية على المحاصيل الموجهة للتصدير.


