الأكثر مشاهدة

فيروس H3N2 يضرب المغرب بقوة.. والسلطات تطمئن: لا يوجد “خطورة غير اعتيادية”

أثارت الموجة المبكرة وغير المعتادة لانتشار الإنفلونزا في المغرب تساؤلات ومخاوف لدى المواطنين. وقد أكدت السلطات الصحية أن الفيروس السائد حاليا هو H3N2، وهو سلالة موسمية معروفة لكنها تظهر هذا العام بكثافة غير معهودة.

ظهور مبكر وارتفاع في معدل الانتشار

أوضح الدكتور معاذ المرابط، منسق المركز الوطني لعمليات طوارئ الصحة العامة بوزارة الصحة، أن الفيروس المتداول ليس جديدا، بل هو تحور طبيعي لفيروسات الإنفلونزا الموسمية. وشدد على أن خصوصية هذا الموسم تكمن في طابعه المبكر، حيث تبدأ حالات الإصابة في التسارع منذ منتصف نونبر، بينما الذروة تحدث عادة في دجنبر.

من جهته، أكد الدكتور الطيب حمضي، الباحث في السياسات والنظم الصحية، أن الموسم الحالي للإنفلونزا مبكر ومكثف بشكل استثنائي. ولفت إلى أن هذه الدينامية تضرب الشباب والبالغين أولا، قبل أن تمتد إلى الأطفال وبقية السكان. ويعرف فيروس H3N2 بـ قابليته العالية للانتقال، مما يفسر الزيادة الملحوظة في عدد الحالات.

- Ad -

لا خطورة غير اعتيادية لكن الحذر مطلوب

رغم الارتفاع في عدد الحالات، يطمئن الدكتور المرابط بأن الخطورة السريرية للفيروس لا تزال ضمن المعدلات السنوية. “لا توجد خطورة متزايدة للإنفلونزا هذا الموسم”، يؤكد المرابط، مشيرا إلى أن الحالات الشديدة تظل مقتصرة بشكل أساسي على المجموعات الأكثر عرضة للخطر، وهم كبار السن، مرضى الأمراض المزمنة، والمصابون بنقص المناعة.

أما الأعراض فتظل كلاسيكية: حمى، سعال جاف، آلام في المفاصل، صداع، وإرهاق. وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن نحو 60% من المصابين تظهر عليهم أعراض خفيفة جدا، فيما يطور 40% الأعراض النموذجية للإنفلونزا.

اللقاح خط الدفاع الأول

ويتفق الخبراء على أن التلقيح يبقى ضروريا، خاصة للفئات الهشة المذكورة (من هم فوق 65 سنة، المصابون بأمراض مزمنة، النساء الحوامل، والأطفال الصغار). ويؤكد الدكتور المرابط أن اللقاح لا يمنع دائما الإصابة، ولكنه يحمي بفعالية من الأشكال الخطيرة التي قد تتطلب العناية المركزة.

في ظل هذه الأجواء، يدعو المختصون إلى اليقظة واحترام التدابير الوقائية، بما في ذلك عزل المصابين والالتزام بقواعد النظافة، للحد من تأثير هذه الموجة المبكرة على البلاد.

مقالات ذات صلة