شهدت مدينة الدار البيضاء وبعض المناطق المجاورة صباح اليوم السبت انخفاضا طفيفا في أسعار الدجاج، حيث تراوح ثمن الكيلوغرام الواحد ما بين 15 و16 درهما. هذا التراجع، وإن بدا مطمئنا في الظاهر، لا يخفي حقيقة مرة: الأسعار لا تزال بعيدة عن المستويات التي اعتاد عليها المغاربة في السنوات الماضية.
في تصريح خص به وسائل إعلام، أوضح أحد المهنيين أن موجة الحرارة التي تعرفها البلاد ساهمت في خفض الكلفة نسبيا، نتيجة تأثيرها على وفرة العرض. لكنه أقر في الوقت ذاته أن الانخفاض محدود، ولا يعكس توقعات المستهلكين الذين أنهكتهم موجات الغلاء المتتالية.
وفي تعليق أكثر تفصيلا، قال سعيد جناح، عضو الجمعية الوطنية لمربي الدواجن،.. إن الأسعار لا تزال مرتفعة مقارنة مع ما كان عليه الوضع قبل ثلاث أو أربع سنوات. وأشار إلى أن السبب الرئيس لا يعود إلى ندرة المطر أو الحرارة فقط،.. بل إلى مزيج من العوامل الهيكلية التي تضرب القطاع منذ فترة،.. من بينها الارتفاع المهول في أسعار العلف، وغلاء الكتاكيت الذي وصل إلى مستويات غير مسبوقة.
وأشار جناح إلى أن الكتكوت الواحد أصبح يشكل عبئا مكلفا على المربين، خاصة الصغار منهم،.. والذين لا يستطيعون الصمود في ظل منظومة لا تضمن لهم الحد الأدنى من التوازن المالي. كما نبه إلى أن العشوائية في تنظيم السوق وتغول الوسطاء يزيد من تفاقم الأزمة،.. مشددا على أن الحل يكمن في إصلاح حقيقي لمنظومة الإنتاج والتوزيع.
وفي انتظار تدخل حكومي يعيد التوازن للسوق، يبقى المستهلك في مواجهة أسعار لا تتماشى مع قدرته الشرائية،.. والفلاح الصغير أمام معركة بقاء لا صوت لها.