الأكثر مشاهدة

دراسة جديدة تكشف أصول سكان قرطاج وتبرز الدور البارز للسكان المحليين

في خطوة لافتة نحو إعادة رسم الفهم التاريخي والجغرافي لحضارة قرطاج، صدرت دراسة بعنوان “A Genetic History of Continuity and Mobility in the Iron Age Central Mediterranean”، التي تم من خلالها فحص 12 رفات تعود لفترة العصر الحديدي من تونس وإيطاليا، تتراوح أعمارها بين 2000 و3500 سنة. هذه الدراسة تزيح الستار عن الادعاءات القديمة التي تدعي أن سكان قرطاج كانوا من أصول كنعانية، وتبرز دور السكان المحليين في تشكيل هذه الحضارة العريقة.

الدراسة، التي أجريت على رفات من منطقة كركوان في تونس، تأتي لتقدم حقائق جديدة حول الأصول الجينية لسكان قرطاج. وقد أظهرت النتائج، على عكس التوقعات السابقة، عدم وجود أصول شامية كبيرة بين الأفراد المدروسين من كركوان. الدراسة أوضحت أن القرطاجيين لم يكونوا مستعمرين فينيقيين كما كان يعتقد سابقا، بل كانوا جزءا من شبكة تجارية معقدة تضمنت سكان شمال إفريقيا الأصليين.

أحد الأبحاث المقتبسة من الدراسة أشار إلى: “من المدهش أننا لم نجد أي أفراد ذوي أصول شامية كبيرة في كركوان (المنطقة القرطاجية). نظرا لجذور قرطاج كمستعمرة فينيقية، توقعنا وجود أصول مشابهة للعينات الفينيقية. أحد التفسيرات المحتملة هو أن التوسع الاستعماري الفينيقي في بداية العصر الحديدي لم يتضمن تنقلا كبيرا للسكان،.. بل كان قائما على العلاقات التجارية.”

أصول سكان قرطاج

وذهبت الدراسة إلى التأكيد على أن السكان الأصليين في شمال إفريقيا، خاصة الأمازيغ،.. لعبوا دورا أساسيا في التكوين الجيني للمدن القرطاجية. وأفادت: “تشير النتائج إلى أن السكان الأصليين في شمال إفريقيا ساهموا بشكل كبير في التركيب الجيني لكركوان. استخدام مصطلحات مثل ‘الفينيقيون الغربيون’ و’البونيقية’ للإشارة إلى القرطاجيين يقلل من دور السكان الأصليين في الإمبراطورية القرطاجية، ما أدى إلى تجاهل مساهمتهم في الدراسات السابقة. الأساليب الجينية تظهر أن سكان شمال إفريقيا، خاصة الأمازيغ،.. كانوا جزءا أساسيا من التكوين الجيني للمدن القرطاجية.”

وأظهرت النتائج أيضا أن هناك عددا كبيرا من الأفراد المنحدرين من أصول شمال أفريقية في وسط إيطاليا. مما يعكس الروابط الوثيقة بين قرطاج والإتروسكان سواء من خلال التجارة أو كحلفاء مشتركين ضد التوسع اليوناني والروماني. بينما جنوب إيطاليا، على الرغم من قربه الجغرافي، لم يكن جزءا من شبكة الحلفاء القرطاجيين والشركاء التجاريين الرئيسيين.

الدراسة وفقا لمعيدها، تعيد تسليط الضوء على الأصول الحقيقية لسكان شمال إفريقيا. وفي هذا السياق، من المنتظر أن تصدر دراسة أخرى قريبا حول قرطاج، تتضمن فحص عينات جديدة من كركوان ومدينة قرطاج بالذات.

- Advertisement -
مقالات ذات صلة