أطلق المغرب خطوة غير مسبوقة نحو اقتحام سوق ألعاب الفيديو العالمي، من خلال مشروع ضخم يتمثل في إنشاء منطقة صناعية متخصصة في هذا المجال بالعاصمة الرباط. المشروع الجديد لا يهدف فقط إلى الاستهلاك، بل يسعى إلى تحويل المملكة إلى منتج حقيقي لألعاب الفيديو، في إطار خطة حكومية لتنويع مصادر الدخل وتعزيز الصادرات.
المشروع الذي تقوده وزارة الشباب والثقافة والتواصل، يضع نصب عينيه مضاعفة مداخيل القطاع من 2.5 مليار درهم إلى 5 مليارات درهم بحلول عام 2030، وفق ما أكدت نسرين السوسي، المسؤولة عن استراتيجية تطوير الألعاب داخل الوزارة. وتوقعت أن ترى أولى الألعاب المطورة محليا النور في غضون السنوات القليلة المقبلة.
السوسي أوضحت في تصريحاتها أن الرهان يتمثل في تأسيس منظومة صناعية متكاملة تضم مطورين شباب،.. شركات ناشئة، ومصممين محليين، مع استقطاب فاعلين دوليين للاستفادة من اليد العاملة الشابة وتكاليف الإنتاج المنخفضة.
وتشكل الرمزية الثقافية للمغرب نقطة قوة إضافية، إذ سبق وأن ظهرت معالم المدن المغربية في ألعاب عالمية مثل Call of Duty وAssassin’s Creed وUncharted. وتسعى المملكة إلى استلهام عناصر إضافية من تراثها الغني، مثل شخصية “عيشة قنديشة”، التي يعتقد أنها من الكائنات الأسطورية في الموروث الشعبي المغربي.
الخطة التي انطلقت منذ دراسة أنجزت عام 2021،.. خلصت إلى أن قطاع الألعاب الرقمية يملك إمكانات تفوق تلك التي تتيحها الصناعات السينمائية أو الدراما، التي تحتكرها دول مثل مصر والسعودية. كما تسعى الحكومة إلى استثمار هذه المبادرة كرافعة لتقليص نسب بطالة الشباب، التي تفوق 30%، في ظل اقتصاد يظل مرتبطا بالأسمدة والفوسفاط والسياحة.
ولتأطير هذا التوجه، وقعت الرباط اتفاقية تعاون مع فرنسا خلال زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون العام الماضي، لدعم قطاع الألعاب وتوفير آليات تمويل وتشجيع للمنتجين الشباب. كما سيتم إدراج برامج تعليمية متخصصة داخل الجامعات المغربية لتمكين الكفاءات الشابة من خوض غمار هذا المجال الواعد.