تحول مقطع فيديو متداول على منصات التواصل الاجتماعي إلى موضوع نقاش ساخن بين البيضاويين والمغاربة عموما، بعدما ظهرت فيه شابة وهي تشعل النار وسط شارع رئيسي بالعاصمة الاقتصادية، احتفالا بعيد ميلادها، قبل أن تركب سيارتها وتغادر المكان تاركة وراءها مشهدا أربك المارة وأثار موجة استياء واسعة.
الواقعة التي تم توثيقها بعدسات بعض المواطنين، لم تمر مرور الكرام، خصوصا أن المكان الذي وقع فيه الحادث يضم مقرات شركات كبرى ومبان فاخرة، ما جعل الكثيرين يتخيلون ما كان يمكن أن يحدث لو امتدت النيران إلى محيط أوسع. فبالنسبة لعدد من المتابعين، لم يكن الأمر مجرد “احتفال عابر”، بل سلوك أرعن كان يمكن أن يتسبب في خسائر جسيمة.
المغاربة الذين تفاعلوا مع الفيديو على فيسبوك وتويتر لم يخفوا غضبهم،.. حيث وصفوا ما وقع بـ”الاستهتار بأرواح الناس”، معتبرين أن إشعال النار في فضاء عام خلال فصل الصيف،.. الذي يعرف ارتفاعا مهولا في درجات الحرارة وزيادة في حوادث الحرائق، يعد تهديدا مباشرا للمواطنين ولممتلكاتهم.
وتعددت التعليقات بين من شدد على ضرورة “تطبيق القانون بحزم” لردع مثل هذه التصرفات،.. ومن طالب بفتح تحقيق عاجل لمعرفة تفاصيل الحادث وهوية الشابة،.. معتبرين أن الإفلات من العقاب سيشجع آخرين على تقليد السلوك نفسه. كما لم يخف آخرون استغرابهم من عقلية بعض الشباب الذين يحولون المناسبات الخاصة إلى استعراضات خطيرة في الفضاء العام.
ويأتي هذا الجدل في وقت تعيش فيه البلاد على وقع ارتفاع مقلق في عدد الحرائق التي اجتاحت عدة مناطق خلال الأسابيع الأخيرة، وهو ما زاد من حساسية الموضوع، وأعطى للواقعة أبعادا تتجاوز مجرد فعل طائش إلى قضية رأي عام ترتبط بسلامة وأمن المواطنين.