تشهد المغرب هذه الأيام موجة حر استثنائية تعرف محليًا بفترة “الصمايم”، تمتد خصوصا على المناطق الوسطى والجنوبية، وفق ما أعلنت عنه المديرية العامة للأرصاد الجوية. وقد تجاوزت درجات الحرارة المسجلة يوم 12 غشت 2025 المعدلات المناخية للعقد الثاني من الشهر بعشرات الدرجات، حيث تراوحت الفوارق بين +3 و+17 درجة مئوية مقارنة بالمعدلات الموسمية.
وسجلت محطات الأرصاد أعلى الفوارق في العرائش (+17°، إذ وصلت إلى 44° مقارنة بـ27° كمعدل)، تلتها سيدي سليمان (+13°، 47° مقابل 34°)، مراكش (+11°، 45° مقابل 34°)، بوعرفة (+7°، 44° مقابل 37°)، والسمارة (+8°، 45° مقابل 37°). حتى المدن الساحلية، المعهودة بالاعتدال بفعل نسيم البحر، لم تسلم من موجة الحرارة، حيث شهدت الدار البيضاء، آسفي والصويرة زيادات بين +5 و+8 درجات نتيجة ضعف تأثير الهواء البحري وتغلغل كتل هوائية قارية حارة نحو السواحل.
ولا تزال محطة العيون في الصدارة، بعد أن حطمت يوم 9 غشت 2025 الرقم القياسي لدرجة الحرارة العليا، مسجلة 49.2 درجة، متجاوزة الرقم القديم البالغ 47 درجة والمسجل في غشت 2016.
وترجع هذه الظاهرة إلى نشاط المرتفع شبه المداري شمال إفريقيا، ونزوح المنخفض الحراري الصحراوي نحو المغرب، ما يعزز صعود كتل هوائية جافة وحارة من الصحراء الكبرى، إلى جانب تأثير الفون على المنحدرات الغربية للأطلس والريف وغياب الغطاء السحابي الذي رفع التسخين النهاري، لتسجل درجات حرارة بين 38 و45 درجة، متجاوزة المعدلات بما بين 5 و15 درجة.
وحذرت المديرية المواطنين من التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال ساعات الذروة، مؤكدة أهمية اللجوء للظل والإكثار من شرب المياه، خصوصا الفئات الأكثر حساسية. كما دعت إلى توخي الحذر في المناطق التي قد تشهد زخات رعدية محلية، وتجنب الشعاب والأودية والمنحدرات لتفادي مخاطر السيول.