ألقت عناصر الدرك الملكي بمنطقة الهراويين بالدار البيضاء القبض على امرأة ترتدي النقاب وتعمل في التسول بأحد التقاطعات، ليتبين لاحقا أنها تتزعم شبكة إجرامية متخصصة في تنظيم عمليات الهجرة السرية والنصب والاحتيال على المواطنين. وقد جرى تحويلها إلى النيابة العامة بمحكمة الاستئناف، حيث قرر الوكيل العام وضعها قيد الحبس الاحتياطي بتهم تتعلق بتكوين عصابة إجرامية والاتجار بالبشر والنصب.
وبدأت الشكوك حول المتهمة بعدما توالت شكاوى من ضحايا من مختلف الأقاليم،.. أشاروا فيها إلى تسلمها مبالغ مالية تجاوزت خمسة ملايين سنتيم من كل شخص،.. لقاء وعود بتهجيرهم إلى الجزر الإسبانية بطرق غير قانونية. ورغم جهود الدرك الحثيثة والمراقبة المستمرة لتحديد مكانها،.. استمر هروبها لأشهر حتى وردت معلومات أخيرًا تفيد بوجودها في المدينة متنكرة بزي النقاب وتعمل في التسول.
إقرأ أيضا: اعتقال امرأة مغربية في إسبانيا تحمل طوابع قيمتها حوالي 98.000 يورو
وفي تفاصيل عملية القبض، تبين أن المتهمة كانت تراقب المشهد بدقة وتغير مواقعها بانتظام،.. لتفادي الوقوع في يد السلطات،.. إلا أن الدرك الملكي تمكن من محاصرتها والقبض عليها في وضعية تسول على الطريق العام.
وأثناء التحقيق، كشفت المتهمة عن أسلوب عمل العصابة،.. حيث اعتمدت على مجموعة من السماسرة في مناطق مختلفة، لتجنيد الشبان الراغبين في الهجرة،.. بشرط دفع مبلغ كبير. وبعد تحصيل الأموال،.. كانت تنقل الضحايا إلى إحدى مدن الجنوب وتسلمهم لأعضاء آخرين من العصابة، الذين يتولون بدورهم تهريبهم عبر البحر. لكن عوض إيصالهم إلى وجهتهم،.. كانت العصابة تتخلص من بعضهم في عرض البحر، ليضطروا للسباحة عائدين نحو الشاطئ، بينما لا يزال مصير البعض منهم مجهولًا.
ويستمر التحقيق حاليا للكشف عن جميع أفراد العصابة، إذ تتعاون السلطات مع مراكز الدرك في المناطق الجنوبية لتحديد هويات المشاركين وإيقافهم، خاصة مع ورود معلومات عن ضحايا آخرين تعرضوا للنصب وربما فقدوا حياتهم خلال هذه الرحلات الخطرة.