أعلن فريق بحث دولي عن اكتشاف تاريخي مثير، حيث عثر على آثار أقدام بشرية تعود إلى العصر البليستوسيني المتأخر، أي قبل حوالي 90 ألف سنة، في المغرب. يعتبر هذا الاكتشاف الأقدم على الإطلاق لأثار البشر في شمال أفريقيا.
تم العثور على هذه الآثار على شاطئ صخري في مدينة العرائش شمال غرب المغرب. وأشار الفريق البحثي، في ورقة بحثية نشرت في مجلة “نيتشر” البريطانية، إلى أن هذه الآثار، التي بلغ عددها 85، تقدم معلومات مهمة حول بيولوجيا الأفراد الذين خلفوا هذه الآثار، بما في ذلك حركاتهم وسلوكهم، مما يسلط الضوء على حياة الأسلاف البشريين القدماء.
وأوضح الباحثون أن نطاق وأحجام آثار الأقدام تشير إلى أن عدة أفراد من مختلف الفئات العمرية سلكوا هذا الطريق نحو اليابسة والبحر عبر الشاطئ.
وفي تصريحاتهم، أكد الباحثون أن “آثار أقدام العرائش تعد الأقدم المرتبطة بالإنسان العاقل في شمال أفريقيا وجنوب البحر الأبيض المتوسط”.
وتناولت الورقة البحثية اكتشافات أخرى في شمال المغرب، مؤكدة أن “هذه المنطقة تلعب دورا هاما في تطور أشباه البشر، بما في ذلك احتضانها لأقدم كائنات بشرية معروفة حاليا مثل جبل إيغود، وتوفرها على أغنى المواقع لأشباه البشر في العصر الحجري الأوسط في أفريقيا”.
بينها آثار أقدام بشرية.. اكتشافات تعيد كتابة تاريخ الإنسان في المغرب
شهد المغرب خلال السنوات الأخيرة سلسلة من الاكتشافات التي أعادت كتابة تاريخ تطور الجنس البشري عبر آلاف السنين. تعتبر واحدة من أبرز هذه النظريات هي الفكرة السائدة بأن البشر تطوروا من خلال “مهد إنساني” واحد في شرق أفريقيا قبل حوالي 200 ألف عام.
في عام 2017، تم اكتشاف بقايا خمسة أفراد من نوع “الإنسان العاقل” في موقع جبل إيغود في جنوب شرق المغرب،.. تعود إلى 300 ألف عام، وهي الرفات الأقدم في العالم للبشر. هذا الاكتشاف قام بتغيير جذري في النظرة إلى التطور البشري.
وفي 2021، اكتشف فريق من الباحثين أداة حجرية من المرحلة الأشولينية في مدينة الدار البيضاء،.. تعود إلى 1.3 مليون سنة، مما يجعلها الأقدم من نوعها في شمال أفريقيا وتعيد تقدير توقيت ظهور الحضارة الأشولينية.
ومع توالي الاكتشافات، تم اكتشاف “موزاصور” في المغرب عام 2021،.. وهو نوع من سحالي البحر عاش في العصر الطباشيري منذ 72 إلى 66 مليون سنة.
في السنة التالية، اكتشف فريق آخر قطعًا أثرية مصنوعة من 32 صدفة بحرية في المغرب،.. يعتقد أنها أقدم قطع حلي تم اكتشافها حتى الآن، تعود إلى ما بين 142 ألف سنة و150 ألف سنة.
تلك الاكتشافات تبرز أهمية المغرب كموقع أثري حيوي يسهم في إلقاء الضوء على تطور الإنسان وحضارته عبر العصور.