احتفى الإعلام الإسباني بتعويم السفينة الحربية المغربية “أفانتي1800″، التي خرجت من أحواض “نافانتيا” الإسبانية بعد ثلاث سنوات من العمل والابتكار.
87 مترا طولا، و13 عرضا، و60 بحارا يمكنهم الإبحار بها… أرقام ليست مجرد تفاصيل هندسية، بل عنوان لمرحلة جديدة في مسار تحديث القوة البحرية المغربية، التي تسعى لمواكبة تحديات أمنية متشابكة في حوض البحر المتوسط والمحيط الأطلسي.
في حفل تدشين يليق بالمقام، وقف العقيد البحري المغربي محمد الفضيلي ليعلنها واضحة: “هذه السفينة ليست مجرد صفقة، بل ترجمة عملية لرؤية الملك محمد السادس في بناء قوة بحرية قادرة على مواجهة التحديات ومواكبة التحولات الأمنية.”
وربما ما قاله الفضيلي لم يكن مجرد كلمات للاستهلاك الإعلامي،.. بل إشارة إلى أن البحرية المغربية لم تعد تكتفي بحراسة السواحل أو مطاردة قوارب الهجرة،.. وإنما باتت تتحرك وفق استراتيجية مهنية لبناء أسطول حديث: أسطول لا يعتمد على “عنتريات”،.. بل على كفاءة تقنية عالية وبرامج تكوين مستمر
وفي الضفة الأخرى، تحدث رئيس “نافانتيا”،.. ريكاردو دومينغيث، بنبرة تشي بالفخر: “هذه السفينة ليست فقط تجسيدا لتفاهم بين دولتين جارتين،.. بل نموذج ناجح لشراكة تعتمد على المصالح المشتركة والموقع البحري المشترك.”
والواقع أن المغرب وإسبانيا –رغم اختلافاتهما السياسية بين الحين والآخر– يعرفان جيدا أن البحر لا يعترف بالخلافات،.. بل بقدرات السيطرة والإدارة والتعاون، خصوصا في فضاء يعج بالتهديدات التقليدية والجديدة: من الهجرة غير النظامية، إلى تهريب المخدرات، إلى التحديات البيئية والأمنية.