الأكثر مشاهدة

غواصة سكوربين الفرنسية قريبة من الدخول إلى البحرية الملكية المغربية

في إطار السباق المتسارع نحو تعزيز القدرات البحرية، تتجه الأنظار حاليا نحو صفقة الغواصات التي تطمح البحرية الملكية المغربية إلى إبرامها. في هذا السياق، تدخل المنافسة بين الشركات الكبرى لصناعة الغواصات مرحلة حاسمة، حيث تتصارع كل من الشركة الألمانية “ThyssenKrupp Marine Systems” (TKMS) والمجموعة البحرية الفرنسية “Naval Group” على الفوز بهذه الصفقة المهمة.

من جهة، تعتبر الغواصات الألمانية نموذجا متقدما بفضل تقنياتها المبتكرة وسجلها القوي في الأسطول البحري العالمي. إلا أن “Naval Group” الفرنسية تسعى لكسب المعركة عبر تقديم غواصة “سكوربين” كخيار منافس يتميز بالتكنولوجيا الحديثة والقدرات القتالية العالية.

مميزات غواصة سكوربين الفرنسية

تعد غواصة “سكوربين”، التي طورتها “Naval Group”، واحدة من أبرز الغواصات غير النووية في العالم. تتميز الغواصة بقدرتها الفائقة على التخفي وتنفيذ مهام هجومية ودفاعية معقدة تحت الماء. هذه الغواصة مصممة بعناية لضمان البقاء لفترات طويلة تحت الماء، ما يمنحها ميزة استراتيجية في عمليات الاستطلاع والقتال.

أحد أبرز مميزات “سكوربين” هو نظام الدفع المتطور الذي يمكن الغواصة من قطع مسافات تصل إلى 8,000 ميل بحري، والبقاء تحت الماء لمدة تصل إلى 80 يوما، منها 78 يوما غاطسة بالكامل. هذا الأداء يجعلها واحدة من الغواصات الأكثر فعالية في العالم في عمليات الغوص العميق والتنقل السريع.

ما يميز “سكوربين” حقا هو استخدامها لتقنية بطاريات الليثيوم أيون (LIBs)، والتي تعد قفزة نوعية في عالم الغواصات. هذه البطاريات تستطيع تخزين كميات هائلة من الطاقة مقارنة بالبطاريات التقليدية، ما يوفر سرعة شحن أعلى وعمر تشغيل أطول. بفضل هذه التكنولوجيا المتقدمة، يمكن للغواصة الحفاظ على أدائها العالي لفترات أطول، مع تقليل الحاجة إلى الصيانة المستمرة.

تسليح “سكوربين” القريبة من الانظمام إلى البحرية الملكية المغربية

غواصة “سكوربين” تأتي مزودة بأحدث الأنظمة القتالية، مما يعزز من قدراتها الهجومية. تشمل تلك الأنظمة طوربيدات ثقيلة من طراز “Black Shark” و”F21″، التي تعتبر من بين أفضل الطوربيدات عالميا. كما يمكن للغواصة إطلاق صواريخ كروز من طراز “Exocet SM39″، ما يتيح لها تنفيذ هجمات دقيقة على أهداف بحرية بعيدة المدى.

بالإضافة إلى ذلك، تتمتع الغواصة بقدرة على التكيف مع التقنيات المستقبلية، ما يعني أنها قابلة للتحديثات الدورية لتواكب التطورات العسكرية. كما يمكن تجهيزها بمنصات لإطلاق واستعادة المركبات غير المأهولة تحت الماء (UUVs)، مما يضيف بعدا إضافيا لمهام الاستطلاع والهجوم تحت سطح البحر.

بينما تظل المنافسة محتدمة بين الغواصات الألمانية والفرنسية، يبقى السؤال الأهم حول الصفقة التي ستختارها البحرية الملكية المغربية لتعزيز أسطولها. فبالرغم من القدرات المتميزة التي تقدمها “سكوربين”، يظل القرار النهائي مرتبطا بالاعتبارات الاستراتيجية والاقتصادية والجيوسياسية التي تحكم اختيار المغرب لغواصاته الحربية المستقبلية.

- Advertisement -
مقالات ذات صلة