في خطوة تعكس متانة العلاقات المغربية الإفريقية، شارك الجيش الملكي المغربي، يوم الأحد الماضي، في احتفالات الذكرى الخمسين لاستقلال اتحاد جزر القمر، وذلك استجابة لدعوة رسمية وجهت إلى المملكة.
الوفد العسكري المغربي، الذي تكون من فصيل تابع للواء الثاني للمشاة المظليين، شارك في الاستعراض العسكري الضخم الذي شهدته العاصمة موروني، إلى جانب وحدات من الجيش القمري، في مشهد احتفالي طغت عليه أجواء الفخر والاعتزاز بالتاريخ المشترك والوحدة الإفريقية.
هذه المشاركة تأتي تنفيذا لتعليمات سامية صادرة عن الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، في سياق يؤكد حرص المغرب على الحضور الفاعل في المناسبات الوطنية للدول الإفريقية، خاصة تلك التي تربطه بها علاقات استراتيجية متينة.
وحسب بلاغ صادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، فإن هذه المشاركة ليست فقط تجسيدا للعلاقات الثنائية الممتازة التي تجمع المغرب وجزر القمر، بل تعكس أيضا التزام المملكة بدعم قضايا القارة الإفريقية، والتقارب مع شعوبها، وتبادل الخبرات في المجالين الأمني والعسكري.
المصدر ذاته شدد على أن هذه الخطوة تدخل في إطار الدبلوماسية العسكرية التي ينتهجها المغرب، والتي تسعى إلى تقوية أواصر الأخوة والتعاون جنوب-جنوب، وفتح آفاق جديدة في مجال الشراكات العسكرية والإنسانية.
وتعد جزر القمر من أبرز الدول الداعمة لمغربية الصحراء،.. كما أن الرباط تولي اهتماما خاصا بهذه الدولة الجزرية من خلال مشاريع تنموية، وتبادل الخبرات، ومنح دراسية، وفتح قنصلية في مدينة العيون.
حضور الجيش المغربي في هذا الحدث التاريخي لم يكن بروتوكوليا فقط،.. بل حمل رسائل استراتيجية في توقيت حساس تشهده الساحة الإفريقية،.. حيث تراهن الرباط على تعزيز تموقعها كفاعل موثوق في حفظ الاستقرار وبناء شراكات متوازنة مع دول الجنوب.