تجاوز الذهب، يوم الجمعة، حاجز الـ3000 دولار للأونصة، مسجلا رقما قياسيا جديدا في تاريخه، مدعوما بمكانته كملاذ آمن وسط التوترات الجيوسياسية والحرب التجارية التي أشعلتها الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.
ساهمت آخر تهديدات الرئيس الأمريكي بشأن فرض ضرائب على الكحول الأوروبي في ارتفاع سعر المعدن الأصفر بشكل ملحوظ، حيث أعلن ترامب، الخميس، عن نيته فرض ضرائب بنسبة 200% على الشمبانيا والنبيذ والعديد من المشروبات الكحولية الفرنسية والأوروبية، في حال لم يتم إلغاء الرسوم الجمركية بنسبة 50% التي أعلنتها بروكسل على الويسكي الأمريكي.
الذهب يتألق كملاذ آمن: كيف تساهم التوترات الأمريكية والأوروبية في صعوده؟
وصلت أونصة الذهـب، يوم الجمعة، إلى 3004.94 دولار، وبحلول الساعة 10:40 بتوقيت غرينيتش (11:40 بتوقيت باريس)، سجلت زيادة بنسبة 3.36% لتصل إلى 2990.20 دولار.
توضح المعادلة ببساطة بحسب ستيفن إنيس، المحلل لدى SPI AM، أن “كلما ارتفعت الرسوم الجمركية،.. زادت حالة عدم اليقين، وبالتالي ارتفعت الطلبات على الذهب”. ويضيف: “القلق المتزايد بشأن النمو الاقتصادي العالمي، الذي قد يتأثر سلبا جراء هذه الرسوم الجمركية، يعزز من دور الذهب كأداة تحوط نهائية في ظل الاقتصاد العالمي المتقلب”.
وكان الذهب قد تجاوز بالفعل، يوم الخميس، أعلى مستوى سابق له الذي سجله في فبراير،.. إثر تهديدات ترامب الأخيرة.
في السياق نفسه، وصف وزير الاقتصاد الفرنسي، إريك لومبار،.. يوم الجمعة، هذه الحرب التجارية بأنها “حرب سخيفة” مع الولايات المتحدة. وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن، الأربعاء، فرض رسوم جمركية على عدة منتجات أمريكية، مثل البوربون والدراجات النارية والقوارب،.. ردا على فرض الرسوم الأمريكية بنسبة 25% على الصلب والألومنيوم في اليوم نفسه.
من جانب آخر،.. ساهمت حالة عدم اليقين المتزايدة حول الاتفاق المبدئي للسلام بين أوكرانيا وروسيا في دعم سعر الذهب،.. بحسب ما ذكره روس مولد، المحلل لدى AJ Bell. وأضاف أن الشكوك حول الاستقرار السياسي في المنطقة زادت من المخاوف،.. مما انعكس إيجابيا على أسعار المعدن الثمين.
ويستفيد الذهب أيضا من زيادة طلب البنوك المركزية، التي تبحث عن تحوط من المخاطر من خلال شراء الذهب. وبعد غزو روسيا لأوكرانيا في بداية 2022،.. تم تجميد احتياطيات البنك المركزي الروسي من العملات الأجنبية في الخارج بسبب العقوبات الدولية،.. مما دفع البنوك المركزية إلى التوجه نحو الذهب كملاذ آمن بعيدا عن الأصول الأمريكية.
تقول دانيللا سابين هاثورن، المحللة لدى Capital.com: “البنوك المركزية حول العالم تزيد من احتياطياتها من الذهب ردا على الهيكل غير المستدام للدين الأمريكي والقلق المتزايد بشأن هيمنة الدولار الأمريكي كعملة احتياطية عالمية”.