شهد قطاع السياحة في المغرب عام 2024 انتعاشا ملحوظا، بعد فترة صعبة تأثرت خلالها البلاد بتداعيات عدة أزمات. وفقا للبيانات المتوفرة، تم تسجيل زيادة كبيرة في عدد السياح الوافدين إلى المملكة، مما يعكس التحسن الكبير في القطاع.
في شهر شتنبر 2024، وصل عدد السياح إلى 1.28 مليون، بزيادة تقدر بنحو 33% مقارنة بنفس الشهر من العام السابق، والذي كان قد شهد تأثيرات سلبية بسبب الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز. كما أظهرت الإحصائيات أن السياح القادمين من دول مثل المملكة المتحدة وإيطاليا وألمانيا قد شهدوا زيادات لافتة، حيث ارتفعت أعدادهم بنسبة 81% و89% و40% على التوالي.
من يناير إلى شتنبر 2024، بلغ إجمالي عدد السياح 13.1 مليون، بزيادة تصل إلى 18% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. يعود هذا النمو إلى عدة عوامل، من بينها تعزيز الروابط الجوية والبحرية، وتوسيع خطوط الطيران المباشرة، بالإضافة إلى الحملات الترويجية التي أطلقتها المؤسسة الوطنية المغربية للسياحة (ONMT)، والتي كان لها دور كبير في تعزيز صورة المغرب كوجهة سياحية متميزة.
إقرأ أيضا: مجلس الدار البيضاء يصادق على مشاريع لتعزيز السياحة والبنية التحتية الرياضية
وتكشف البيانات الإقليمية عن تنوع في نسب النمو بين المدن المغربية. مدينة مراكش حققت زيادة قدرها 71% في شتنبر 2024 مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، فيما سجلت أكادير أيضا نموا ملحوظا بنسبة 46%. أما في منطقة الحوز، التي تأثرت بشكل كبير بالزلزال، فقد ارتفعت أعداد السياح بنسبة 16%، ما يشير إلى تعاف تدريجي رغم التحديات التي تواجهها. بالمقابل، لا تزال بعض المدن مثل فاس وتطوان تواجه صعوبة في استعادة حيويتها السياحية.
السياحة في المغرب تجلب 87 مليار درهم في 9 أشهر
على مستوى الإقامة، شهدت المرافق السياحية في مراكش وأكادير نموا في عدد الليالي المقضاة بنسبة 12% و16% على التوالي. كما سجلت إيرادات السياحة من العملة الصعبة زيادة ملحوظة، حيث بلغت 87.08 مليار درهم في الفترة من يناير إلى شتنبر 2024، بزيادة قدرها 8.4% مقارنة بالعام الماضي.
ومع ذلك، تواجه بعض المناطق تحديات كبيرة. في ورزازات، على سبيل المثال، شهدت المنطقة انخفاضا حادا في عدد السياح بنسبة 20%، وذلك بسبب مشاكل هيكلية تتعلق بالحوكمة المحلية وضعف البنية التحتية الجوية والبرية. هذه المشاكل أدت إلى إغلاق العديد من الفنادق، مما زاد من تعقيد الوضع.