لم يكن الشاب الذي قاد سيارته بسرعة جنونية في شوارع طنجة يتوقع أن فيديو قصير سيتحول إلى دليل إدانة يقوده مباشرة نحو التحقيق الأمني.
الواقعة بدأت عندما انتشر على منصات التواصل الاجتماعي مساء السبت 7 يونيو مقطع فيديو يوثق لحظات تهور واضحة لسائق سيارة كان يقود وسط المدينة بسرعة مفرطة، متسببا في حادث سير تضررت خلاله ممتلكات خاصة، ثم لاذ بالفرار في مشهد وصفه متابعون بـ”الاستهتار بأرواح المواطنين”.
وبحسب معطيات توصلت بها “آنفا نيوز” من مصدر أمني موثوق، فقد تفاعلت مصالح الشرطة القضائية بمدينة طنجة بشكل سريع مع مضمون الفيديو، لتنجح في وقت وجيز في تحديد هوية السائق واعتقاله بعد ساعات قليلة من الواقعة، حيث تم حجز السيارة المعنية وإيداعها بالمحجز البلدي.
التحقيقات الأولية كشفت أن الموقوف متورط في حادثة سير مع جنحة الفرار، وهو ما أكدته المعطيات الميدانية وكذا مضمون الفيديو المنتشر، مما جعله موضوع بحث قضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة.
وقد تم وضع السائق رهن تدبير الحراسة النظرية، في انتظار تعميق البحث وتحديد جميع الملابسات المحيطة بالحادثة، وكذا الدوافع الحقيقية خلف سلوكه الخطير الذي كاد أن يؤدي إلى كارثة مرورية.
وتجدر الإشارة إلى أن المديرية العامة للأمن الوطني كانت قد أكدت، في وقت سابق، أن مصالحها تتفاعل بصرامة مع كل السلوكيات التي تهدد سلامة المواطنين عبر الطرقات، خاصة عندما توثقها الفيديوهات ويتم تداولها على نطاق واسع، باعتبارها معطيات أولية تفيد في توجيه التحقيقات وتحقيق الردع المطلوب.
سلوك السائق المذكور أعاد إلى الواجهة النقاش المتواصل حول خطورة التهور في القيادة، وحتمية اعتماد عقوبات أكثر صرامة للحد من هذه الظواهر التي تتسبب في مآسي إنسانية داخل المجال الحضري وخارجه.