بعد فترة من المفاوضات، قام حزب العمال الاشتراكي بتوقيع اتفاقية عفو مع المستقلين الكاتالونيين في بروكسل، مما يمهد الطريق لتنصيب بيدرو سانشيز رئيسا لحكومة إسبانيا. تضمنت الاتفاقية العفو المستقبلي للأشخاص الذين شاركوا في عملية الاستقلال في كتالونيا في عام 2017، ويعد هذا الاتفاق خطوة هامة نحو تحقيق توافق سياسي.
كان حزب العمال الاشتراكي والمستقلون الكاتالونيون يجرون مفاوضات مستمرة لعدة أسابيع بشأن تفاصيل هذا المشروع الذي يعد العقبة الأخيرة أمام تشكيل تحالف بين الاشتراكيين والقوى اليسارية والقومية. وفقا لمصادر التفاوض، من المتوقع أن يتم تنصيب بيدرو سانشيز رئيسا للحكومة في الأيام المقبلة.
وفي مؤتمر صحفي أكد السكرتير التنظيمي لحزب العمال الاشتراكي أهمية هذا الاتفاق، مشيرا إلى أنه يمثل سلاما تاريخيا لحل الصراع الذي كان يعتبر أنه لا يمكن حلا إلا من خلال السياسة.
أشار السكرتير التنظيمي لحزب العمال الاشتراكي إلى أنه رغم الخلافات العميقة،الإسبان ينقسمون في ظل التوصل إلى اتفاق إلا أن الحزب مستعد لبداية فصل جديد تاريخي يستند إلى البحث عن حلا سياسيا وتفاوضيا يقوم على احترام الآخر والاعتراف به.
من جهته، أكد الرئيس السابق للولاية وزعيم جانتس، كارليس بودجمون، أن “التعايش أصبح غير مستدام”، ورأى في الاتفاق “خطوة أولى” نحو مسار غير مؤكد ومليء بالتحديات. يهدف الاتفاق، وفقا لبودجمون،.. إلى حل النزاع القائم بين كتالونيا وإسبانيا.
مشروع العفو يمهد الطريق لتنصيب سانشيز
كانت اتفاقية مع JxC عائقا كبيرا أمام تنصيب بيدرو سانشيز، والذي سيكون الآن في أيدي PNV، والذي لم يتوصل بعد إلى اتفاق نهائي. ومع ذلك، أكد سيردان أن الاتفاقية “على وشك الانتهاء”،.. مما يشير إلى اقتراب الاتفاق من الاكتمال.
انقسام حاد في إسبانيا حول الاتفاق
في الفترة الأخيرة، خرجت مظاهرات حاشدة في وسط العاصمة الإسبانية حيث قام المتظاهرون، البالغ عددهم مئات، بإغلاق حركة المرور احتجاجا على احتمالية منح عفو للمستقلين الكاتالونيين،.. مقابل دعم تنصيب بيدرو سانشيز. حظيت هذه الاحتجاجات، التي دعي إليها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بدعم من جماعات يمينية متطرفة.
في مؤتمر صحفي عقد يوم الخميس، وصف رئيس الحزب الشعبي ألبرتو نونيز فيجو الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع المستقلين بأنه “ابتزاز”،.. وأكد أن هذه “اتفاقيات العار” لا تحل أية مشكلة،.. بل تؤدي إلى تفاقمها بشكل عام.
أقرأ أيضا : بوتيــن ينفي بناء تحالف عسكري مع الصين على طراز الحرب الباردة
من ناحية أخرى، أعلن أدريان فاسكيز، عضو البرلمان الأوروبي عن حزب سيودادانوس،.. أنه سيتم نقل مناقشة مسألة العفو إلى البرلمان الأوروبي في الجلسة العامة المقررة في نوفمبر. وأشار فاسكيز في تصريحاته لوسائل الإعلام في بروكسل إلى أن هذا الاتفاق “أكثر من مجرد اتفاقية استثمار،.. إنها اتفاقية تهدف إلى تدمير سيادة القانون في بلادنا.
في سياق المفاوضات، يأتي قرار العفو عن زعماء كتالونيا في قلب الأحاديث،.. وهو أمر يثير قلق بروكسل بشكل خاص. خلال هذا الأسبوع، قام المفوض الأوروبي للعدالة، ديدييه ريندرز،.. بإرسال رسالة إلى القائمين على وزراء العدالة في حكومة كتالونيا،.. برئاسة فيسينتي جيلارتي،.. يعبر فيها عن قلقه بسبب إلغاء تجريم العملية. ورغم ذلك،.. اعتبر الإعلان الذي صدر هذا الأسبوع، بموافقة تسعة أعضاء محافظين على رفض العفو، “سابقا لأوانه”.
من جهة أخرى، قدم فيليكس بولانيوس، رئيس البرلمان،.. ووزيرة العدل، بيلار لوب، طلبا للحصول على معلومات مفصلة حول الاتفاقية في رد فعل على هذا التطور.