شهدت محافظة نينوى في شمال العراق حادث حريق مأساوي أسفر عن مقتل 100 شخص على الأقل وإصابة أكثر من 150 آخرين بجروح. الحادث وقع خلال حفل زفاف في قاعة أفراح، حيث تم إطلاق “ألعاب نارية” واستخدام مواد بناء “شديدة الاشتعال”،.. مما أدى إلى اندلاع الحريق بشكل سريع.
أعلنت السلطات أن هذه الألعاب النارية والمواد القابلة للاشتعال هي سبب الحادث الأليم،.. وأن القاعة كانت مليئة بمئات المدعوين الذين شاركوا في حفل الزفاف.
تم تشييع العديد من ضحايا هذا الحادث المأساوي في بلدة قرقوش المسيحية،.. ونقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية عن دائرة الصحة في محافظة نينوى أن عدد الوفيات وصل إلى “مئة حالة وفاة وأكثر من 150 مصابا كحصيلة أولية”.
ولا تزال السلطات تجري تقييما نهائيا لعدد الضحايا، فيما أعلن بعض المسؤولين أرقاما مختلفة. وقال منصور معروف، مدير دائرة الصحة في نينوى، إن “عدد الوفيات بلغ 94 حالة وفاة حتى الآن”.
مارتن إدريس، البالغ من العمر 19 عاما والذي كان يعمل في مطبخ القاعة، وصف اللحظات الرهيبة التي شهدها الحادث،.. حيث شعر بانفجار ورأى النيران تلتهم القاعة. وأضاف: “حين دخلت القاعة مجددا، رأيت جثث ثلاثة أطفال محترقة”،.. مشيرا إلى أن إجراءات السلامة لم تكن كافية لمواجهة هذا الحادث المروع.
رواية الدفاع المدني في العراق
ووفقا للدفاع المدني العراقي، فإن القاعة كانت مغطاة بألواح الإيكوبوند،.. وهي مادة بناء تحتوي على الألمنيوم والبلاستيك وتعتبر سريعة الاشتعال، واستخدامها في البناء يعتبر مخالفا لتعليمات السلامة.
تسبب استخدام هذه المواد القابلة للاشتعال في انهيار أجزاء من القاعة بسرعة عند اندلاع النيران. وأشار الدفاع المدني إلى أن الحادث تسبب في انبعاثات غازية سامة نتجت عن احتراق الألواح البلاستيكية السريعة الاشتعال.
وتفاقمت الوضعية بسبب إغلاق مخارج الطوارئ، حيث كان الباب الرئيسي الوحيد هو الوسيلة الوحيدة لدخول وخروج الضيوف. كما تبين أن معدات السلامة كانت غير ملائمة وغير كافية للمبنى.
فيما بعد، أعلنت السلطات توقيف ثلاثة من أصل أربعة من مالكي القاعة في إقليم كردستان في شمال العراق.
أكد مدير دائرة الإعلام والعلاقات العامة في وزارة الداخلية العراقية، سعد معن، في وقت سابق،.. لوكالة فرانس برس أنه تم توقيف تسعة أشخاص من العاملين في القاعة كإجراء احترازي وتم إصدار مذكرات قبض بحق أربعة منهم والذين هم المالكون لهذه القاعة.
قامت قوات الشرطة وفرق الدفاع المدني صباح الأربعاء بزيارة القاعة المحترقة بالكامل والتي تحولت إلى هيكل من الحديد المحترق،.. وكان هناك بقايا لمقتنيات شخصية للضحايا مثل الأحذية والحقائب متناثرة على الأرض المتبقية من أرضية القاعة المحترقة.
من بين الجرحى كانت هناك رانيا وعد (17 عاما) التي أصيبت بحروق في يدها وتم نقلها إلى مستشفى الحمدانية مع شقيقتها التي أصيبت أيضا لتلقي العلاج. وقالت رانيا في مقابلة مع وكالة فرانس برس إن العروسين كانا يرقصان حينما طارت الألعاب النارية إلى السقف واندلعت النيران في جميع أنحاء القاعة.
في أعقاب هذه المأساة، أمر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بتشكيل لجنة تحقيق للتحقيق الفوري في الحادث والكشف عن أسبابه والبحث عن أي تقصير، وفقًا لبيان صادر عن مكتبه.