الأكثر مشاهدة

المقاتلة “الفعالة والمنخفضة الكلفة”.. هل تكون “جي أف 17” خيارا استراتيجيا للمغرب؟

عادت الحرب الخاطفة التي اندلعت مؤخرا بين الهند وباكستان لتثير نقاشا استراتيجيا جديدا، لكن هذه المرة ليس حول الصواريخ أو الأقاليم المتنازع عليها، بل حول الطائرات المقاتلة التي غيرت موازين المعركة في ساعات معدودة.

ففي صدام جوي غير متكافئ من حيث العتاد، نجحت مقاتلات “جي أف 17” الصينية الصنع، والتي تنتجها باكستان محليا، في تسجيل اختراق نوعي بإسقاط ما لا يقل عن خمس طائرات هندية. الضربات الجوية التي نفذت بصواريخ صينية دقيقة، استهدفت طائرات تعد من أعمدة القوة الجوية الهندية، منها مقاتلتان من طراز سوخوي 30 الروسية، مقاتلة ميغ 29، ومقاتلتي رافال الفرنسية.

هذا الأداء المفاجئ لما يوصف بـ”المقاتلة الرخيصة” أثار فضول المتابعين للشأن العسكري المغربي،.. حيث ارتفعت أصوات في الأوساط غير الرسمية تدعو القوات المسلحة الملكية إلى النظر بجدية في خيار اقتناء “جي أف 17″،.. بل والمضي خطوة أبعد نحو تصنيعها محليا على غرار التجربة الباكستانية.

- Ad -

فالمقاتلة التي توصف بـ”الفعالة والمنخفضة الكلفة” تعد اليوم أحد رموز التحول الاستراتيجي في صناعة الطيران العسكري في دول الجنوب، خصوصا أنها قادرة على حمل تسليح متنوع وتشغيلها لا يتطلب تكاليف صيانة باهظة مقارنة بنظيراتها الغربية.

بين جي أف 17 وبلوك 72.. هل يحتاج المغرب إلى مقاتلة صينية؟

لكن في المقابل،.. يرى عدد من الخبراء المغاربة أن المقارنة بين “جي أف 17” والمقاتلات المغربية من طراز إف-16 بلوك 72 غير منصفة،.. مؤكدين أن المقاتلة الأمريكية تتفوق تقنيا من حيث أنظمة الرصد، المناورة،.. والتسليح الذكي، فضلا عن تكاملها مع أنظمة الرادار والحرب الإلكترونية المتقدمة التي يمتلكها المغرب.

ويشير هؤلاء إلى أن ما رجح كفة باكستان في المواجهة الأخيرة لم يكن الطائرات فقط، بل الدعم المحيط بها،.. من طائرات AWACS للرصد والقيادة، وأنظمة الحرب الإلكترونية،.. ما منح الطيارين الباكستانيين أفضلية تكتيكية حاسمة مكنتهم من استباق الهجمات وضرب أهداف دقيقة.

وفيما لم يصدر أي تعليق رسمي من الرباط، تبقى المقاتلة الصينية حاضرة في نقاشات المهتمين بالشأن العسكري،.. خصوصا مع التحولات الجيوسياسية وتوسع الاعتماد على الشراكات الصناعية الدفاعية بين دول الجنوب،.. وهو ما يجعل سؤال: “هل تصنع جي أف 17 في المغرب؟” مطروحا، وإن كان سابقا لأوانه.

مقالات ذات صلة