انطلقت فجر اليوم حملة تمشيطية وصفت بـ”الدقيقة” في قلب مقاطعة عين البرجة بالدار البيضاء، حيث تحركت السلطات المحلية بتنسيق مع الأمن الوطني نحو المقبرة المسيحية القديمة، بعد توالي الشكايات بخصوص تحولها إلى مأوى للمهاجرين غير النظاميين وفضاء لترويج المخدرات.
بحسب ما توصلت إليه “آنفا نيوز”، فقد شاركت في الحملة عناصر من الأمن الوطني والقوات المساعدة والسلطة المحلية، حيث تم تنفيذ تدخل ميداني واسع النطاق وسط المقبرة، التي طواها الإهمال لسنوات طويلة، لتصبح مرتعاً للاتجار بالممنوعات وسلوكات منحرفة أثارت خوف سكان المنطقة.
المصادر الأمنية أكدت توقيف عدد من الأشخاص،.. غالبيتهم من جنسيات دول إفريقيا جنوب الصحراء، لا يتوفرون على وثائق إقامة قانونية، كما تم ضبط كميات مهمة من مخدرات “الإكستازي” و”البوفا” و”الشيرا”، إضافة إلى أدوات خاصة بالاستهلاك.
السكان بدورهم عبروا عن ارتياحهم الكبير لهذا التدخل، معتبرين أن المقبرة، رغم أنها مهجورة،.. إلا أنها تظل جزءا من ذاكرة المدينة، ولا يجوز أن تتحول إلى وكر إجرامي مفتوح،.. يهدد أمن الحي ويضرب استقرار الأسر المجاورة.
وقد شددت مصادر محلية على أن الظاهرة لم تكن جديدة، بل تعود إلى غياب المراقبة وتراكم النسيان،.. ما سمح بتحويل فضاء الموتى إلى منطقة معزولة خارج السيطرة، تتناسل فيها مظاهر الإقامة غير القانونية،.. وتجارة المواد الممنوعة.
العملية الأمنية أعادت إحياء نقاش قديم–جديد حول ضرورة إدماج المقابر المهجورة في رؤية تنموية وأمنية شاملة،.. خاصة في الحواضر الكبرى. وفي هذا السياق،.. خرجت أصوات حقوقية وجمعوية تطالب بإعادة تأهيل المقبرة وصيانتها،.. وإغلاق المنافذ التي تسمح بتسلل الغرباء إليها، مع إرساء مراقبة أمنية دائمة بمحيطها.