وسط وتيرة أشغال متسارعة، يشهد الملعب الأولمبي بالعاصمة الرباط حركية استثنائية في استكمال تجهيزاته، وذلك في أفق احتضانه لعدد من التظاهرات الرياضية الكبرى، وفي مقدمتها نهائيات كأس إفريقيا للأمم.
وقد بلغت نسبة الأشغال إلى حدود الساعة نحو 90 في المئة، حسب ما تؤكده الصور الميدانية والفيديوهات التي التقطت صباح يوم الإثنين من داخل المركب، والتي تظهر مدى التقدم الهائل في مختلف الأوراش، بدءا بتثبيت العشب الطبيعي عالي الجودة، وانتهاء بأشغال التسقيف والتزيين الخارجي.
الملعب الذي يعد أحد أبرز مشاريع البنية التحتية الرياضية بالمغرب، تم تهيئته وفق معايير الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) والاتحاد الدولي (فيفا)، حيث أنجز العشب الهجين بنفس جودة أرضية ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء. كما تم استكمال مضمار ألعاب القوى باستثناء الطبقة المطاطية الأخيرة التي ستثبت في المرحلة النهائية، تفاديا لأي ضرر محتمل بفعل المعدات الثقيلة.
وتظهر الصور المستجدة أن عملية تثبيت الهياكل الفولاذية للسقف وصلت مراحلها المتقدمة، خاصة فوق المنصة الشرفية والجهة اليمنى، فيما أنجزت عملية التشبيك الهندسي للواجهات الخارجية التي منحت المركب طابعا معاصرا يجمع بين الجمالية والصلابة المعمارية.
أما المرافق الداخلية، من مستودعات وممرات ولوجية، فقد عرفت بدورها تقدما ملحوظا، إلى جانب أعمال التبليط والصباغة الإيبوكسية التي أكسبت المدرجات مزيجا بصريا أنيقا من الأبيض والرمادي.
من المرتقب أن يستكمل مشروع الملعب الأولمبي بالرباط بشكل كامل في نهاية شهر ماي القادم، ما يمنح المغرب هامشا زمنيا مريحا لاختبار الملعب قبيل انطلاق العرس الإفريقي، مع إمكانية تدشينه بمباراة ودية للمنتخب الوطني أمام نظيره التونسي أو منتخب البنين، وفقا لما تداولته مصادر إعلامية رياضية.
ولم تخف الجهات الساهرة على المشروع نيتها في تحويل الملعب لاحقا إلى فضاء لاحتضان ملتقيات كبرى في ألعاب القوى، بما في ذلك جائزة محمد السادس لألعاب القوى، التي قد تعود للرباط ضمن أجندة الدوري الماسي.
بهذا الإنجاز، يواصل المغرب ترسيخ مكانته كوجهة رياضية قارية قادرة على احترام التزاماته وتقديم ملاعب حديثة ذات طابع أولمبي، تعزز ملفه القاري والدولي في استضافة الأحداث الرياضية الكبرى.